قـصتي
كتبتها في حياتي
وبنيتها .. بكلماتي
فصنعتُ
مدينتي تحكي قصتي
صفحاتها الجدران
في الساحات / المنتزهات / المباني / الحدائق
كانت حروفي فيها هي الخطوات
سطورها الطرقات والممرات والجسور والأرصفة
حروفي فيها هي الخطوات
وكلماتها في كل إنسان وكل بستان
وكل / مركبة / لوحة / علامة / شجرة /
أعتقد ..
أن كلماتي كانت سرُّ معانيها في زهرة
وقد يكون حبرها خليط من دمي ودمعي
قلمها جسدي
إذا يا فهد ما هي قصتك ؟
يسألني من أنت ؟
أنا من ؟
خط خطوطه ُ في كل أنحاء المدينة
في كل مكان وضعت كلمة تحكي جزء من قصتي
كتبت وسكبت
حتى صنعت
ماااااااااااذا صنعت ؟
مدينة لكلمات
تحكي قصتي
كل سنوات عمري
وأن أخطّ بجسدي حوادث الحياة من ؟
من ماااااذا ؟
/ عذاب /
/ غرام /
/ فراق /
/ أحزان /
و/ لهوى // وسهر //
و/ قهر/
كلنا كذلك يا فهد
لا لا .. كيف لا لا
لقد نزفت الكثير لمدينتي
وأرقت الكثير لمدينتي
وذبت في مدينتي
حتى أصبحت كلمة
من كلمات مدينتي
كلمة نعم كلمة وقد أصبح
كلمة ( أنا )
تجدهـا ترحل
في أرجاء المدينة
إلى أين ... هي لا تعلم الى أين ؟
فقد تخطى خطاها وتصطدم
بمن ؟
بأنا كيف أنا هو أنت، وأنت هو أنا
بمعنى لا وجود في الوجود
دعني أستوعب ما تقول
لا استودعني فقط
بعد أن تستمتع لي ..
أصبحت بلا جسد في المدينة
أضواء المدينة هي إحساسي
في هواء المدينة أنفاسي
فدبت الحياة في المدينة
تحكي قصتي
بعد أن تلاشى فيها جسدي
كل من زارها يسرح فيها
ويمرح في روحها
وفي روحي يمشي ويشعر بكلماتي
ويسكن في ( هوتيل ) قلبي وينام في عيني
عاش فيها من عاش ومات فيها من مات
ورحل عنها الأعداء
وبقي فيها الأشقاء والأصدقاء
يتصفحون ذكرياتي
ويرتعون بين صفحاتي
وفي أنوار أمسياتي
مدينتي لا شمس فيها ولا قمر
ولا يابسة فيها ولا بحر
غرست فيها ورودي
لتفوحي لأحبابي بعطوري
صورهم قد ( بروزتها ) بسطوري
وعلى أصابعي تعشعش طيوري
مدينتي تقصُّ قصتي
للكون
والزمن يستمع
يتهم الأمس
ينـدِّد للغـد
كلاهما في قفص الأيـام
واليوم لا يجيب
فجأة وتسقط فجأة
وزمن يرقص لزمن
وزمن يسقط زمن
وذكرياتي حائرة بين تلك الأزمنة
وفجأة زلزلها الزمن
فانتفضتْ مدينتي
وساحتْ من صفحاتها وسطورها وكلماتها حروفي
يتقطر منها حبر دمي ودمعي
فسالت على شوارع المدينة
حتى انهمرتْ أنهاري
من حبي المغدور
تجتمع أنهار حبري
وتحطم كل من في المدينة
نعم تحطم كل حبّ كان في المدينه
هي التي ذوقتني فذوبتها
وفجرتني ثم فيها فلحفتني فخمرتني
وبعد ذلك أرَّقتني في جسدها
هي المدينه هي مدينة كلماتي
أنفاسي أصبح إعصار
ودمي ودمعي فيضان
اغرقي مدينتي
في بحري اغرقي
ذوبي كل شيءً في حياتي
بحري أنتِ وحبري
أنتِ ما بنيتهُ من مباني
أنتِ كل معاني
أخبريني كم جعلتي
من الأحجار فيني
أشجار نعم أشجار
وكم انشطر بحري
فأصبح من عذوبتك
بحار
نعم بحار
فيها ولادتي
طفولتي / ألعابي
وصبايا / صعابي
شبابي / أتعابي
وأحبابي / أصحابي
وترحالي
ولكن ولكن
كوارث دكت مدينتي
حتي أصبحت تلك الأحبار بحار
في بحري تبخر كل شي
في مدينتي
بحر لا شاطئ له
ولا حدود له
إلا نهايتي
وعليه تبحر سفينتي
فوق ذكريات مدينتي
وتكتب على البحر قصتي
القلم سفينتي
وذكرى مدينتي
والبحر صفحتي
فيها كتبت قصتي
ولا زالتْ هي
حبيبتي
بقلم / سيف الشعر أبو إياد الشمهاني