أمي مثل الأزهار .. !!
عادت ابنتي الصغيرة ذات يوم من المدرسة ..
وقد بدت على وجهها سعادة عارمة .. وسألتها عن السّبب ؟
فأجابتني : لقد طلبت منّا المعلّمة أن نكتب موضوعاً نتحدث فيه عن فضل الأمّ وحبّها لأبنائها, فكتبت الموضوع ونلت درجة ممتازة.
قلت : وماذا كتبت في الموضوع ؟
أجابت : مثلما ما قالت المعلّمة .. وتناولتْ حقيبتها المدرسيّة, ثمّ أخرجتْ ورقة, وحينما وقع نظري عليها, لمحتُ عبارة باللّون الأحمر
( ممتازة سلمت يداك )
فقرأتُ بشغفٍ شديدٍ العبارات الّتي خطتّها ابنتي ...
الموضوع عيد الأمّ
----------------
قالت المعلّمة : غداً عيد الأمّ, إنّها نبع الحنان ومثال التضحية ..
فماذا سيهدي كل منكم لأمّه ؟
وبدأت المشاورات في الصَّف, فقلت للمعلّمة :
لن أجد أجمل من طاقةِ زهرٍ أهديها لأمّي الغالية.
وفي طريق العودة إلى البيت, وبعد أن اشتريت لأمي طاقة جميلة من الورود, كنت أردّد العبارات الّتي كتبتها على بطاقة المعايدة ..
" أمّي الغالية : يكاد عبق رائحة باقة الزهور هذه يسبقني إليك .. إلى معانقتك وتهنئتك بعيدك, وكأنّ تلك الأزهار الجميلة قد وُجدت لهذه المناسبة لأنّها رقيقة ولطيفة مثل أمي ".
وبعد أن انتهيت من قراءة الموضوع, قُلتُ في نفسي لقد استحقتْ ابنتي هذه الدرجة لأنها ذكية وتلقائية ...
وابتسمت لها قائلة : أنا فخورة بك يا ..
فقاطعتني مجيبة : من فضلك انتظري قليلاً يا أمّاه .. وأسرعت باتّجاة الباب الخارجي, ثم أحضرت بيدها باقة زهر ورديّة مزيّنة وعليها بطاقة معايدة, وارتمت في حضني قائلـة :
ها أنذا أعايدك اليوم يا أمّي مثلما كتبت في الموضوع ..
فكلّ عام وأنت بخير يا أجمل الأمّهات.