هــــــــــــــــذيان
يا أميرَ المدى وربَّ البيان ِ
وأسيرَ الصدى وكفَّ الزمان ِ
أطلق ِ الخيلَ خيلَ عينيها وانظرْ
كيفَ يغلي في رمشِها بركاني
وانتشلْ منها أحرفاً خبأتها
دونَ قصدٍ في تمتماتِ اللسان ِ
وارتجلْ في الجمال كلَّ جميل ٍ
واقطفِ الوردَ من فم ِ السنديان ِ
وازرع ِ الناي بين صوتي وصمتي
راقصاً في حدائق ِ المهرجان ِ
وارتدِ الرعدَ في قوافيكَ حتى
يطرحَ الغيثُ نرجسي أقحواني
دغدغ السطرَ خطها الإستوائي
فتلاقى اللهيبُ بالهذيان ِ
ريشة النار في وقاري مزيجٌ
حالمٌ يقرأ الشعر للحمداني
يغسلُ الوجهَ بالمدى فبياضٌ
في التقاسيم ِ صاغهُ افتتاني
كلما ابيضَّ في خدودي خيط ٌ
قلتُ في القلبِ إنه قرآني
وجهكِ كالكتابِ فيهِ صلاتي
ونموي في تربة الإيمان ِ
صورة من قرنفل ِ الشرق طافت ْ
في دمائي فأشعلتْ رحماني
في طقوس ٍ للاحتفال ِ بنهر ٍ
مخمليٍّ يضخهُ شرياني
هل تنهدتِ حين بحتِ بعشق ٍ
من دواوين ِ قلبكِ الفتان ِ
أم توحدتِ في اللهيبِ المقفى
فانسكبتِ في أدمع الرمان ِ
في كؤوس ٍ زجاجُها منْ نسيم ٍ
هادر ٍ في شواطئ الأزمان ِ
صوتكِ أيكة تغالبُ صحوي
ثمَّ تدوي بلحنِها الخيزراني
والشموعُ العذراءُ في حاجبيها
تشعلُ اللونَ في رحيق ِ الثواني
دهشة اللحظ ِ لحظة في وميضي
وقريضي كالنجم ِ فوقَ البنان ِ
بينَ ريتا وأفروديتِ استفاقتْ
مفرداتٌ تغيبُ في الأذهان ِ
نظرة منهما أحلتْ جنوني
وأذابتْ حواجز القضبان ِ
أحرفي الخمرُ والخمارُ بآن ٍ
لا تظنوا الأمران ينفصلان ِ
سكرة في الظلام ِ توقدُ نجماً
من سواقيهِ بالأيادي سقاني
قد ظننتُ العينين سطرا فؤادٍ
إنَّ عينيكِ في دمي الفرقدان
ذوبَ القلبُ ثلجكِ المتبقي
فاستضاءتْ بنورهِ الوجنتان ِ
صورة للرحيق ِ فيها استبدتْ
همساتُ الوديان والشطآن ِ
قد قرأتُ التاريخ في مقلتيكِ
فشرحتِ لي معجمَ البلدان ِ
الشاعر المهندس سامر محمود الخطيب