سوريا أطالت الحبل لأبي جهل وأصحابه .. وهاهم يشنقون أنفسهم بـه .. كش ملك

سوريا أطالت الحبل لأبي جهل وأصحابه .. وهاهم يشنقون أنفسهم به .. كش ملك

شنّ الحلف المعادي لسوريا حملة إعلامية تضليلية مسعورة لرفع المعنويات المنهارة لعملائهم الذين يتساقطون جماعاتٍ وفرادى تحت ضربات الجيش السوري المقدس، وعلى مدى أكثر من أسبوع تورطوا بتصريحات نارية أطلقوها عبر إعلامهم الإرهابي الوهابي ..، طبلوا وزمروا معلنين عن أم المعارك في حلب ..، ومعركة الحسم التي سيطلقونها في كل أنحاء سوريا ..

ارتفعت عقائرهم بالنهيق على منابرهم العديدة .. قالوا أن هناك مناطق ( واسعة ) في سوريا خارج سيطرة القيادة السورية، وأعلنوا على لسان ضابط الآليات الهارب الخائن رياض الأسعد، عن نقل قيادة الإرهابيين من تركيا إلى هذه المناطق، في إشارة إلى سيطرتهم على ريف حلب وريف إدلب المحاذيين للحدود التركية .. علماً أن خبر نقل هذه القيادة هو محاولة أردوغانية للهروب إلى الأمام تحت الضغط الشعبي التركي الرافض لمشاركة تركيا في الاعتداء على سوريا.

كانت القيادة السورية على دراية بمجمل التفاصيل حول مخطط العدوان، الذي أراد معدّوه في هذه المرحلة تهيئة الأجواء العامة لخوض ما أعلنوا أنها أم المعارك في حلب، ليشعلوا خلالها دمشق وأماكن أخرى .. ثم يلي ذلك هجوم لقوات تركية ودولية على ريف إدلب وحلب بذريعة قيام سوريا بتنظيم تفجيرات داخل الحدود التركية، كتفجير مستودع أسلحة معسكر الإرهابيين في ( كيليس ) منذ بضعة أيام ..

ثم أعلنوا عن ( ساعة صفر ) اتضح أنها كانت صباح السادس والعشرين من أيلول الجاري، حين قام إرهابيوهم بعدد من العمليات الإرهابية في الوقت نفسه، كان أخطرها الهجوم على قيادة أركان الجيش في دمشق .. حيث تبين أن القيادة السورية وأجهزتها الأمنية المختصة كانت قد رصدت معظم ما يحضّر له العدو .. فتم القضاء على المخطط الإرهابي بمنتهى القوة والحسم .. كان عددهم حوالي ثمانين إرهابياً قتلوا أغلبهم اعتقل البعض، بينهم عشرة قناصين تمّ سحقهم حيث تمركزوا في المباني المقابلة للقيادة واعتقل أحدهم ..

في ذلك الصباح، اهتزت الجدران حولي رغم المسافة التي تفصلني عن ساحة الأمويين ..، بادرت إلى تقليب قنوات الإعلام الإرهابي الوهابي .. الجزيرة والعبرية وغيرهما من قنوات أعداء سوريا ..، لعلمي أنها ستكون أول من يتحدث عن الخبر، فإعلامنا السوري رغم الانتقادات، ما كان لينقل النبأ قبل التنسيق مع الجهات المعنية حرصاً على نجاح إجراءآت قواتنا المسلحة المتواجدة في مكان الحدث.

كان واضحاً أن إعلام الإرهاب الوهابي على يقين من نجاح مخطط العدوان على سوريا، لدرجة أنهم استمروا لبعض الوقت ينقلون بثاً حياً مصوراً لمبنى قالوا أنه مبنى قيادة أركان الجيش السوري .. وتواردت أنباء عن قيام بعض المجموعات الإرهابية في حلب بالاحتفال بـ ( سقوط ) النظام ..

كان إعلامهم يتحدث عن انقلاب عسكري في سوريا .. وأن العصابات الإرهابية التي يسمونها ( الجيش الحر ) قد سيطرت على قيادة الأركان واحتلت ساحة الأمويين ومبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأن المعركة ما زالت تدور مع ( فلول النظام ) ..!

سيطرت عليهم تلك الأوهام في خضمّ هذه الحرب الاستخباراتية الضروس، بعد نجاحهم في عملية اغتيال الضباط القادة بتفجير مبنى الأمن القومي، لكن يبدو أنهم غفلوا الآن عن بعض التفصيلات التي فاجأتهم بها القيادة السورية ..، فقد كان مبنى قيادة أركان الجيش خالياً تماماً إلا من بعض الحراس .. ولم تكن مصادفة ألا يتواجد وزير الدفاع ورئيس الأركان ومعاونيه، علماً أنهم يتواجدون يومياً من الساعة السادسة صباحاً منذ بداية الأزمة وغالباً ما كان بعضهم ينام في مكتبه ..

منذ بداية الهجوم صعق الإرهابيون المهاجمون، فقد ظهرت وحدات كوماندوس الجيش السوري المقدس، التي لم يلحظوا لها أثـراً قبل دقائق من ظهورها في موقع الحدث ..

لقد كشف الفشل الذريع لهذه العملية الإرهابية ( الواسعة )، عن أخطر المتورطين بهذا المخطط، وسقطت سلسلة من العملاء الذين كان العدو يعوّل عليهم في تنفيذ مخططاته، وباشر الجيش السوري توسيع عملياته فوراً لتشمل كل رقعة يتواجد عليها الإرهابيون، بزخم فاق ما بدا عليه الأمر بعد تفجير مبنى الأمن القومي وحسم معركة دمشق في ثلاثة أيام ..

كغيري من السوريين، في هذا اليوم لم أدرك جسامة وهول الخطر الذي كاد يحدق بسوريا، إلا من خلال ما تسرب عبر المعنيين ..، لقد كان هذا الهجوم جزءاً من سيناريو لا يختلف عما حصل في ليبيا قبيل احتلال طرابلس وسقوط القذافي .. بدليل ما بثه الإعلام الإرهابي الوهابي من ( نقل حي ) على أنه من دمشق ..

وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لم يلبث طويلاً، اتصلَ بوسائل الإعلام الوطنية لإيضاح الحدث دحضاً للأنباء الإرهابية الوهابية المزعومة ..

إثرَ هذا التصريح، أطلق الإعلام السوري، كما لم يفعل من قبل، هجوماً صاعقاً على جوقة التآمر التي يقودها ( أبو جهل ) القطري أمير الضحكة البلهاء، وحاخامات الحرم المكّي، والدون كيشوت العثماني إردوغان .. الذين اعتقدوا لفترة طويلة أننا تركنا لهم الحبل على الغارب، ولم يدركوا أن سوريا ربما تعمد لـ ( تطويل الحبل ) لهم كي يشنقوا به أنفسهم.

تزامن هذا الحدث مع انعقاد جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحدث فيها أبو جهل أمير الغاز القطري مطالباً بسذاجة وغباء لا نظير لهما، باتخاذ قرار دولي لدخول ( جيوش عربية ودولية ) لتأديب الجيش السوري ونشر الحريات الصهيوأمريكية في سوريا .. ولست أدري إن كان هذا الغبي يحلم فعلاً باستخدام جيشه من المرتزقة الباكستانيين والهنود المأجورين الذين صنع منهم ما يعتقد أنه جيش مؤهل لحماية ( غازاته ) ..

ربما لم يدُر بخلده أو خلد حلفائه أن سوريا لم تستعِن حتى الآن بأكثر من عشرة بالمائة من جيشها لدحر جحافل الإرهاب الوهابي.

الأرضية اللازمة للحسم السياسي لصالح سوريا في مجلس الأمن، باتت مهيأة لإدانة داعمي الإرهاب .. فالحلف الصهيوأمريكي تورّط بمواقف سياسية يصعب على جوقته التراجع عنها، ولا لُبسَ في مخالفتهم للقوانين الدولية، يسلحون الإرهاب ضد سوريا، ويدعون جهاراً نهاراً لإسقاط النظام السوري باسم الحرية التي يمارسون أبشع الممارسات لقمع شعوبهم التي تطالب بها ..، وحاولوا عرقلة انعقاد مؤتمر المعارضة الوطنية للحوار في دمشق، فهددوا المعارضين وحذّروهم من المشاركة .. وقام عملاؤهم باختطاف أعضاء هيئة التنسيق كالمعارض عبد العزيز الخيّر وزميليه، وادّعوا قيام السلطات السورية بذلك، علماً أن سوريا دعمت عقد هذا المؤتمر بكل السبل ونجحت في ذلك، مما شكل صفعةً للمتآمرين ..

لقد تم إفشال مخططهم الرهيب، وما يزال جيش سوريا المقدس يسحق عظام إرهابييهم حيث يلقاهم .. وسوف نشهد في الأيام القليلة القادمة نتائج هامة جداً لهذه المرحلة، وننتظر إطلالة قائد سوريا لإعلان النصر المؤزر - بعد أن التفّ الحبل حول أعناق المتآمرين، وصاروا كما لم يكونوا من قبل جاهزين لنقول لهم ( كش ملك ).

د. مضـر بـركــات