ضُبط مهند عمر متلبسا :
في التاسع والعشرين من شباط - فبراير الماضي حضرت قوة من الإستخبارات السورية إلى مكتب قناة العالم واعتقلت الشاب الفلسطيني واقتادته إلى جهة مجهولة ليعلم حسين مرتضى وزملائه فيما بعد بأن مهند عمر ليس سوى جاسوس اقترب منهم بتكليف من مشغلته التي جندته حين كانت تدير ' ورشة عمل ' على الإنترنت للتدريب على الصحافة والتدوين قبل الثورة السورية بسنة ونصف.
وعلمت مصادر خاصة بأن علاقات مهند عمر بتلك المرأة التي عرفته على نفسها باسم ' جميلة الزيات ' لم تبقى في المجال الإعلامي بل تخطته إلى العمل الأمني بعد أن لمست الزيات واسمها الحقيقي ' هناء حمزة ' حباً جارفاً من قبل الـ عمر للعمل الجاسوسي والمغامرات. ويعتقد أن هناء حمزة تعمل أمنياً لصالح أجهزة أمنية إسرائيلية، وقالت المصادر التي سربت إلى العاملين في قناة العالم ما اعترف به مهند عمر.
لقد زارت هناء حمزة سورية بجوازات سفر مزورة أكثر من مرة، ويبدو من الجنسيات التي استعملتها للدخول إلى سورية بأن أجهزة أمنية خليجية تساعدها، فهي في كل مرة سافرت فيها إلى دمشق حملت جنسية بلد خليجي مختلف، ما يعني أن لديها تسهيلات أمنية ولوجستية تفرضها دول قادرة على فرض ما تشاء على استخبارات دول الخليج.
' العمر ' اعترف بعلاقاته بالفتاة اللبنانية المتزوجة من كردي يحمل الجنسية العراقية واللبنانية ومن أتباع البرزاني ويعرفه الأكراد في دبي بـ ' المندوب الأمني ' لمخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني ذو التعاون الوثيق مع الموساد الإسرائيلي.
تضيف المصادر :
العمر أكد تلقيه أموالاً من هناء حمزة وقد سافر هو أيضاً إلى أحد المعسكرات التدريبية التابعة للأكراد في شمال العراق، حيث تعلم فنون التجسس والقتل والتخريب على أيدي خبراء قال أنهم يتحدثون العربية بطلاقة ولكن بلكنة فلسطينية، قبل أن يعترف مضطراً بأنه كان يعرف بأنه يتعامل مع الموساد الإسرائيلي وأنه تدرب على أيدي ضباط إسرائيليين.
التحقيقات مع العمر بحسب التسريبات تفيد بأن هناء حمزة ومن خلال إيعازها إلى العمر بالتحريض على اقتحام الشريط الشائك عملت على محاولة إيقاع فتنة بين الفلسطينيين المتواجدين في سورية من جهة، والأجهزة الرسمية السورية، بحجة أن الأخيرة عملت على الدفع بالفلسطينيين إلى التهلكة لتخفيف الضغط عن الحكومة السورية التي كانت تشهد الإحتجاجات ضدها.
مر قطوع ذكرى النكبة على خير، وحصل مهند العمر على مركز متقدم لدى هناء حمزة، التي طلبت منه فرض مراقبة لصيقة على كل من اللبناني حسين مرتضى، وعلى زميله الذي كان يتردد على دمشق وعلى مكتب قناة العالم بشكل دوري منذ بدء الحراك الشعبي في سورية، واعتبرت هناء حمزة أن اغتيال كل من مرتضى والصحفي عواركة سيسهل وصول مهند عمر إلى منصب مدير مكتب قناة العالم الاخبارية في دمشق كبديل عن حسين مرتضى، أولاً لأنه الموظف الأبرز في المكتب وثانياً لقدرته على القيام بهذه المهمة، وهو هدف اعتبرته هناء حمزة مفتاحاً لاختراقات كبيرة داخل سورية نظراً لما يتيحه الموقع من علاقات في سورية حيث أن مدير قناة العالم الايرانية يحظى بثقة كل المواقع الرسمية السورية.
لتنفيذ هذا الهدف أي اغتيال حسين مرتضى وزميله خضر عواركة، وضعت هناء حمزة مع مهند عمر خطة محكمة تقتضي برصدهما خلال اجتماعهما سويةً في المكتب، ومن ثم تفجير عبوة صغيرة كافية لقتلها بينما لا يصاب أي من المتواجدين في مكتب قناة العالم بأي ضرر نظرا إلى أن مكتب مرتضى يغلق في العادة حين يجتمع بعواركة أو بآخرين وهو منعزل عن باقي غرف المكتب.
إرتباطات لبنانية لهناء حمزة وزوجها مع تيار المستقبل اللبناني :
لكن الخطة كانت تقتضي تغطية إعلامية تجعل من الصحافيين هدفاً للمعارضة السورية، لذا نشرت هناء حمزة بدعم من نائب لبناني يشرف على موقع 'الرابع عشر من آذار الإلكتروني' تقريراً تناقلته مواقع وصحف المعارضة السورية والقوى اللبنانية الحليفة لها وفيه تزعم هناء حمزة بأن مكتب قناة العالم في دمشق وكر للمخابرات الإيرانية يديره حسين مرتضى ويعاونه خضر عواركة.
رابط المقال المنشور في عشرات المواقع التابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري والذي يواليه العميد وسام الحسن.وفعلاً جرى نشر المقال في الموقع اللبناني باسم مستعار وساهم في تعميمه ونشره النائب عقاب صقر عبر مسؤوليته المباشرة عن الإعلام الممول من سعد الحريري.
التقرير الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة جداً على المواقع التابعة لتيار المستقبل وللمعارضة السورية أبرز استهدافاً أمنيا مباشراً لصحافيين لا علاقة لهما بالعمل الامني لا من قريب ولا من بعيد، لكنه فتح أعينهما على مهند عمر مجدداً، إذ شك عواركة بالعمر وطلب من حسين مرتضى التحقيق فيما إذا كان العمر هو مصدر معلومات معينة وردت في التقرير هي عملية تركيب أجهزة بث مباشر حديثة في المكتب لم يكن موجودا لحظة تركيبها سوى مهند نفسه. وهي معلومات صحيحة 'فنياً' ولكن استخدامها في التقرير ورد على أنها تقنيات تنصت لا تنقيات بث فضائي. وهذا الأمر جعل مهند عمر في موضع الشك عند الرجلين مجدداً.
عمل حسين مرتضى فوراً على تركيب كاميرات مراقبة علنية في المكتب ما جعل تنفيذ عملية الإغتيال بزرع عبوة في مكتب مرتضى أمراً أكثر صعوبة، ثم سافر العواركة إلى خارج سورية في مهمة صحافية لصالح برس تي في، وكثف حسين مرتضى من إقامته في المحافظات السورية لتغطية الأحداث ميدانياً إلى أن تقرر موعد جديد للإغتيال إختارته هناء حمزة بنفسها، وقد رصد مهند عمر الصحافيين اللبنانيين أثناء لقاء لهما في منزل مرتضى، وكان من المفترض أن ينتظر مهند عمر أمام المبنى لكي يقود مجموعة إغتيال تدخل إلى المبنى معه فيطرق على باب حسين مرتضى في منزله ثم بعد أن يفتح تعاجله المجموعة المسلحة فتقتله وتقضي على عواركة الذي سيكون زائراً له في منزله أيضاً.
لماذا اغتيال حسين مرتضى وخضر عواركة ؟
يقول المصدر : الهدف الأول هو استبدال حسين مرتضى بمهند عمر في إدارة مكتب قناة العالم زكانت هناء حمزة ومن خلفها الموساد يخشون أن يتم تعيين عواركة بديلاً عن حسين مرتضى فقرروا استهداف الصحفيين معاً.
الهدف الثاني : هو إخافة الإعلاميين اللبنانيين الموالين لسورية وخاصة المشاركين ميدانياً في تغطية الحدث المباشر.
الهدف الثالث : إطلاق حملة تستكمل ما زعمته هناء حمزة في وقت سابق عبر نشر دعاية مكثفة تدعي أن الأول ممثل الحرس الثوري الإيراني والثاني مسؤول كبير يمثل حزب الله في دمشق، وكلاهما يساعدان السوريين على قمع لانتفاضة الشعبية ما سيساهم في تشويه سمعة إيران وحزب الله عند الشعب السوري ويخلق في الوقت عينه انتصاراً وهمياً وإعلامياً للمعارضة السورية ولمن يدعمونها.
خيوط تصل مهند عمر وهناء حمزة بخيوط تنسيق مع عملاء لتيار المستقبل اللبناني :
تؤكد المصادر أن عملية من هذا النوع تحتاج إلى مراقبة دقيقة من لبنان وفي سورية لأن مرتضى وعواركة كان يتنقلان بشكل شبه دائم بين لبنان وسورية، وفضلاً عن ذلك كانت هناء حمزة قد ربطت المدعو مهند عمر بمن يمكن تسميتهم بالنشطاء الأمنيين التابعين لتيار المستقبل وبعضهم على علاقة وطيدة بوسام الحسن قائد فرع المعلومات اللبناني الموالي لتيار المستقبل.
التعاون الإعلامي في تشويه سمعة ضحيتي الموساد عواركة ومرتضى من قبل فرع المعلومات اللبناني وتيار المستقبل بشخص عقاب صقر يطرح أسئلة عديدة :
1 - هل كانت المجموعة التنفيذية العاملة في خدمة الموساد ميدانياً من المعارضة السورية التي يدعمها فرع المعلومات بالتدريب والتسليح والتمويل أم أنها تابعة للموساد فقط ؟
2 - هل طلبت السلطات السورية من الحكومة اللبنانية تفسيراً عن هذا التورط فجاء الرد في مكان آخر ؟
3 - هل ساهم الإصرار السوري على الطلب بتسليم شخصيات لبنانية مدنية على علاقة بمهند عمر من جهة وبفرع المعلومات وهناء حمزة من جهة أخرى في وصول العلاقة اللبنانية السورية إلى أسوأ حالاتها ؟
4 - هل ورطت هناء حمزة فرع المعلومات في عملية للموساد الاسرائيلي في لبنان دون علم قائده العميد وسام الحسن ؟
أسئلة لا يمكن الإجابة عليها من قبل المصادر لأنها أصبحت ملكاً للمستويات العليا في لبنان وفي سورية.
فشلت الخطة بكل بساطة لأن الأمن السوري كان يراقب مهند العمر منذ أشهر وكان لديه دلائل على علاقته الأمنية مع هناء حمزة وكان ينتظر الفرصة للقبض على العمر وعلى هناء حمزة أثناء زيارتها المقبلة إلى دمشق لتنفيذ أعمال أمنية ليس التواصل مع مهند العمر إلا واحداً منها، وكشف المصدر أن الخطر الذي كاد يتعرض له حسين مرتضى حتم تسريع عملية القبض على مهند عمر لكن مع إبقاء الإتصال بينه وبين هناء حمزة قائما بهدف إستدراجها إلى دمشق وقد كادت تقع في الفخ لولا أنها عدلت عن ذلك بعد معرفتها بخروج مرتضى وعواركة سالمين وبالقبض على مجموعة المسلحين التابعين لجهة إرهابية مسلحة نسقت معها هناء مهمتها دون أن يتعرف أي من المجموعة على الإسم الحقيقي لمهند عمر.
لكن يبدو أن هذه المجموعة السورية المسلحة على علاقة عضوية بتيار المستقبل وبفرع المعلومات. ولم يكشف المصدر عن حقيقة ما إذا كان فرع المعلومات أصبح الذراع التنفيذ لعمليات الموساد الإسرائيلي في سورية كما هي مخابرات الأردن العسكرية مثلاً ( المخابرات العامة تتخذ موقفا أقل سوءاً ) ؟
أسئلة لا إجابات عليها إلا في ملفات العلاقات السورية اللبنانية المشتركة.
تتحفظ المصادر عن ذكر المزيد من المعلومات عن المهمات التي قام بها مهند عمر أو هناء حمزة في دمشق، وتضيف : تم إخفاء أي معلومات عن هذا الانجاز لحين القبض على كافة عناصر الشبكات الأمنية التي كان يديرها الموساد من خلال هناء حمزة. أمر حصل بالتمام والكمال.
تقول المصادر - ولا يزال حسين مرتضى عرضة لحملات التشهير ولتهديدات المعارضة السورية التي يبدو أنها والموساد الإسرائيلي لهما أهداف واحدة في كثير من الأحيان.
أما خضرعواركة فلا يزال يتردد على دمشق ويعمل في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية لعدد من محطات التلفزة بينها محطات كندية ورغم إقامته بشكل شبه دائم في مونتريال إلا أنه يعود لدمشق على الأقل مرة واحدة كل شهر.
أما هناء حمزة فهي تدير بشكل سري موقعاً إلكترونياً تموله جهات مخابراتية ويعلن عن نفسه بوصفه جزءاً من قوى الرابع عشر من آذار ويعتبرها فرع المعلومات واحدة من مصادر أخباره الأمنية في دبي. فهل يعلم الأمنيون اللبنانيون بأنها عميلة للموساد أم أنها تخدعهم أيضاً ؟
وتنشر هناء حمزة في موقعها ما تقول بأنه مقالاتها وباسمها الصريح في محاولة لخلق غطاء إعلامي سياسي تزعم من خلاله أن أي اتهامات قضائية توجه إليها في سورية باعتراف مهند عمر وبشهادته مع آخرين ضدها فذلك لأسباب سياسية ولموقفها المساند لقوى 14 اذار وللثورة السورية.
أما زوجها الكردي مسعود محمد فيُعتقد أنه يتردد على طرابلس في لبنان للتنسيق مع مجموعات موسادية تعبر الحدود إلى شمال لبنان للتواصل مع ضباط إسرائيليين ينسق بينها وبينهم مسعود محمد وآخرين.
مهند عمر عميل من طراز خاص :
تصف المصادر مهند عمر ' بالداهية ' والعملية التي كان يخطط للقيام بها ضد حسين مرتضى وخضر عواركة ليست سوى واحدة فاشلة من المهمات الكثيرة التي نفذها لصالح الموساد بالتعاون مع جهات لبنانية، أحياناً. وهو حين كان يعمل في المجال الأهلي الفلسطيني ساهم في تجنيد عدد من النشطاء لصالحه أمنياً. وهو رغم طمعه بالربح السريع إلا أنه يهوى المغامرة أكثر من المال.
هواه وهوايته في عالم الجاسوسية هو ما جعله يوافق بسرعة على العرض الذي قدمته له هناء حمزة بالعمل معها على جمع معلومات أمنية عن شخصيات في النظام السوري وفي الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وفي حركتي الجهاد وحماس من المقيمين في دمشق.
جدير بالذكر أن الشبهات تحوم حول هناء حمزة أيضا في التورط بالمشاركة معلوماتياً بعملية قتل القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح الذي قتله عملاء الموساد في دبي، ومن المتوقع أن تعمم الدولة السورية على الأنتربول الدولي في أقرب فرصة مذكرة توقيف بحق حمزة وزوجها.