الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
مكان الإقامة 
العمل أو الدراسة 
إنــزال على … قاســيـون ؟
أحمد معاذ الخطيب دعا بان كي مون ونبيل العربي وكميل الدين إحسان أوغلي للتحرك قبل فوات الآوان. تعقيباً على الدعوة، نقول لقد فات الآوان. فات الآوان، وقد كان عليه أن يدرك منذ البداية أنه ليس أكثر من حارس لمتحف الشمع، فلا شيء له على الأرض، ولا في الأروقة الخلفية. مكانه مع زملائه في ذلك الكوكتيل العجيب، على الشاشات فقط وحيث المجال يتسع لكل الرسوم المتحركة …
غريب من يدعو ولمن يدعو، فمن تراه يقول أن كي مون بمقاس داغ همرشولد أو كورت فالدهايم حيث للموقف دوي أخلاقي فذ، فيما حاول العربي، وقد تحوّل إلى بائع جوال، أن يبيع سوريا إلى السلطان العثماني أو إلى أي سلطان آخر، وهو الذي يفترض أن يكون مؤتمناً على أي ذرة تراب من تراب العرب، الأمر الذي لم يفعله التركي أوغلي الذي اكتشف، إثر رهان طويل، أن العالم الإسلامي ليس أكثر من اختراع ساذج، إن لم يكن اختراعاً خرافياً، وهو الذي امضى عمره يسعى لإحياء التراث الإسلامي ليلاحظ أخيراً أن المسلمين لا يرون في التراث سوى الهياكل العظمية تلاحق الهياكل العظمية وحتى يوم القيامة …
الخطيب بقامته الشاحبة، وبلغته الباهتة، بات يدرك أنه لا يملك حتى الصلاحيات التي تملكها إحدى شخصيات والت ديزني، وهو الذي عمل طويلاً في خدمة النظام، وكان مبرمجاً تماماً مثلما كانت مبرمجة خطب الجمعة. الآن ثمة من برمجه بطريقة أخرى، كما برمج كل رفاقه الذين بلغنا، ومن بعضهم، أنهم ضاقوا ذرعاً بالتعامل معهم كما لو أنهم فريق فولكوري يدار حتى بخيوط العنكبوت …
آخر أخبارهم نقول أنه تسّربت إليهم معلومات بأن إحدى الجهات العربية المؤثرة طلبت من جون كيري أن تستخدم بلاده الطائرات من دون طيار، وكما تفعل في اليمن او في باكستان وغيرها، ودون أن تبالي بسيادة هذه الدول، من أجل اغتيال الرئيس بشار الأسد بعدما كانت وعدت أكثر من مرة بأن وكالة الاستخبارات المركزية ستتولى ذلك، ولكن دون طائل، لتعود وتقول إنها على تواصل مع قادة بعض القطع العسكرية الحساسة لتنفيذ انقلاب عسكري. وكما تلاحظون الآن فإن مناف طلاس هائم على وجهه بعدما كشف أمره. وليد جنبلاط كان قد وصفه بآلان ديلون، قبله كنا وصفناه بجون ترافولتا. المكان الذي يليق بهذا الضابط هو بيفرلي هيلز حيث باميلا أندرسون وريهانا والليدي غاغا. أما مرتفعات الجولان فهي من اختصاص … القضاء والقدر.
لا ندري ما كان رد وزير الخارجية الأميركي على الطلب العربي، فالمسألة تحتاج إلى دراسة دقيقة من مجلس الأمن القومي، وإن كان يتضح من تعليقات عدد من كبار المحللين الأميركيين أن لإدارة الرئيس باراك أوباما أجندتها الخاصة، ورؤيتها الاستراتيجية الخاصة، فيما تقول مصادر صحافية أوروبية، وتعقيباً على ما أوردته صحيفة « الفيغارو » الفرنسية حول قوات دلتا الاميركية وما تنفذه على الأرض السورية، أن ثمة خطة أعدت لتدريب وحدات كومندوس يتم إنزالها على جبل قاسيون المطل على دمشق، في عملية عسكرية صاعقة ودقيقة، تمهد للانقضاض على قصر الشعب الذي يفترض أن يكون الرئيس الأسد مقيماً فيه، وبحيث تتم مباغتة كل قوات النخبة المرابطة حول القصر …
يحدث هذا بعد فشل الخطة التي كان تنفيذها قد بدأ فعلاً باستحداث نقاط محورية بالغة الحساسية حول مدينة دمشق، ومن مناطق إما أنها تشهد اكتظاظاً، أو تعرف ببساتينها أو تضاريسها، ولقد حققت تلك الخطة التي لحظت مخيم اليرموك كأحد النقاط الأساسية للانطلاق، على أن يشكل انتحاريو « جبهة النصرة » وغيرها قوة الصدم الأمامية لدى التنفيذ. وبالفعل فقد تم تحقيق بعض جوانب الخطة التي كان الجيش النظامي يحطم كل حلقة منها الواحدة تلو الأخرى، دون أن يتمكن من تحطيم كل الحلقات لاعتماد المهاجمين على مبدأ الكر والفر وفي مناطق شاسعة ومتنوعة ..
بالطبع، لا أحد يتصور أن تكون قمم قاسيون خالية من الاستعدادات الوقائية الفاعلة، بما في ذلك صواريخ جو - جو لمواجهة أي عملية جوية ليس فقط للانزال وإنما أيضاً لتدمير المواقع الدفاعية هناك، فيما تردد أن ضباطاً من دول داعمة للمعارضة السورية عاينت على الأرض مرتفعات وأودية لبنانية يمكن أن تستخدم لوجيستياً وعملانياً في أي خطة تستهدف الجبل الذي يعتبر الاستيلاء عليه، ولو لعدة ساعات، مسألة بالغة الحساسية وقد تنتج عن ذلك وقائع خطيرة على الأرض …
والكلام الذي يتناول هذه المسألة لا يقتصر على المصادر الصحافية التي على علاقة بأجهزة استخبارات مؤثرة، ففي مناطق لبنانية على تماس مع بعض فصائل المعارضة السورية، حديث عن خطة نوعية، ومفاجئة، تتعلق بدمشق، وعن « حراك عربي وإقليمي ودولي » واسع النطاق في هذا المجال.
علناً يتحدثون عن « اليوم العظيم »، وإن كانت الوقائع على الأرض تشير إلى تقدم واضح للجيش النظامي وعلى أكثر من محور. يقولون إن الأشهر المقبلة أو حتى الأسابيع المقبلة ستشهد تحولات دراماتيكية لأن العرب حزموا أمرهم. لا تسوية بل إزالة النظام من جذوره ولو كلف الأمر مليون قتيل أو أكثر، ولو كلف الأمر تحول الدولة السورية إلى دول، وهذا ما يلوح، بوضوح، في الأفق …
ولكن ألا يقال وراء الضوء أيضاً ان الصفقة الاستراتيجية بين واشنطن وموسكو، وأمامها عقبات كثيرة، تحتاج إلى ساحات إضافية غير الساحة السورية ؟ أين التفجير في هذه الحال ؟
العرب من مجهول إلى مجهول آخر. لعل سيبويه قال في إحدى نظرياته إنها الأمة الوحيدة التي … بصيغة المجهول.
المصـدر : الـديـار
