الرئيسية
البوابة
التسجيل
دخول
مكان الإقامة 
العمل أو الدراسة 
أنونيمـس .. وما خفي أعظم
الميادين تحصل على 17 ألف اسم لعملاء الموساد في العالم
عطفاً على الخبر أعلاه .. لا أدري لماذا ذكرتني عصابة الأنونيمس بعصابة ويكيليكس .. وخاصة ظهورها المفاجئ في هذه المرحلة الحساسة التي تشيع فيها الفوضى والحراكات الثورية أو التمردات التي تسمي نفسها حراكاً ثورياً في المنطقة العربية .. كلنا نعلم أن عدونا الطبيعي المتمثل بالكيان الصهيوني ليس عدواً سهلاً على الإطلاق، فمنذ عقود طويلة وهو يستخدم الحيل والأكاذيب كي يغزو عقول العرب تحضيراً للغزو اللطيف على أراضيهم، ويبحث دائماً عن وسائل تعبد له الطرق المتعرجة كي يحصل على سبيل أملس يوصله بسلاسة حيث أراد الوصول، وبالتأكيد ليس آخرها حيلة الربيع العربي التي جاءت بالدمار للمنطقة وما تبعها من تزوير وطعن وتجريح وترسيخ للجهل والرجعية من خلال استخدامها لأدوات ذات مصداقية شعبية كقنوات الفحش العربية على سبيل المثال، لذلك وتأسيساً على مكر هذا الكيان، لا يسعنا تصور امتلاك هذا العدو لشبكة فضائية هشة إلى هذه الدرجة بحيث أن مجموعة من الهواة أو الخبراء على حد سواء قد تمكنوا ليلة أمس من اختراق مواقع ذات حساسية عالية مثل موقع الموساد أو وزارة الدفاع أو حزب الليكود أو أي موقع الكتروني تجاري أو مصرفي آخر يتبع لمنظمة سياسية أو حكومية على صعيد دولة الكيان، ومن هنا جاءت الشكوك والطعن بمصداقية تلك الهجمات، فكما نعلم جميعاً أن تنظيم القاعدة هو صنيعة صهيونية أمريكية بامتياز، ومع ذلك استطاعت أن تغزو به وباسمه دولاً إسلامية وبموافقة إسلامية شعبية على هذا الغزو و كان الأمر للعقلاء بمثابة شيء يشبه الانتحار الجماعي لهذه الشعوب الحمقاء، من هنا يتوجب علينا وضع هذه العملية الاختراقية تحت المجهر وإخضاعها للعقل المحاكم الذي تشرب وتشبّع من التجارب السابقة حتى انتشى ورقص طرباً كالطائر المذبوح من الألم، فهذه التجارب علمتنا أن كل حدث إعلامي يأتي إلينا بتسريبات أو بأسماء شخصيات متورطة في قضايا ما، هو مجرد لعبة سخيفة لضرب مصداقية هذه الشخصيات وتشويه مآثرها ثم إحالتها إلى القصاص الشعبي العادل، حسناً إذاً، لنفترض معاً أن هذه الهجمات الالكترونية ليلة أمس هي طرح صهيوني جديد يهدف إلى التخلص من بعض الشخصيات العربية والعالمية وتقديمها على أنها عملاء للموساد كي تحظى بتشويه وعزل من قبل الشارع العربي العام، خاصة أن الدول العربية ومنذ حرب تموز لم تسجل انتصاراً محسوباً على الكيان عدا تلك الضربات الخجولة التي وجهتها حماس إلى تل أبيب وبرعاية قطرية ! .. نجد أن الشعوب العربية والشباب بالتحديد من فئة مستخدمي الأأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حالما اصطدم بهم هذا الخبر، عبروا عن فرحة غامرة واندفاع شديد لمواصلة هذا الغزو الالكتروني على إسرائيل وانتظار لهوف شغوف للخفايا والأسرار التي سيقوم طاقم الغواصة الهكرية بفضحها على الفضائيات .. وطالما في الأمر تسريبات ووثائق .. فإنني لا أستبعد على الإطلاق أن تخرج إلينا بعد فترة قنوات العهر العربية لتخبرنا أن من بين التسريبات التي سرقتها عصابة الأنونيمس أوراق ووثائق تثبت تورط الرئيس الأسد على سبيل المثال بقضايا هامة كبيع الجولان أو تقسيم سوريا أو اي اتفاقية سرية أخرى مبرمة بين النظام السوري وبين إسرائيل .. تماماً كما فعلوا عندما ادعوا زوراً أنهم اخترقوا بريده الشخصي وحصلوا على مراسلات غرامية بينه وبين إحدى النساء، أو حصولهم على وثيقة فرنسية تثبت أن والد الرئيس الراحل حافظ الأسد قد أبرمها مع الفرنسيين لتقسيم سوريا .. إذاً هذا الحدث الجديد قد يكون وأكرر أنه مجرد طرح وليس تأكيد .. قد يكون مجرد شرعنة أو تمهيد لصدور قوائم تتضمن أسماء لشخصيات عربية وعالمية ذات سمعة حسنة وتاريخ نضالي ضد العدو الصهيوني .. فـالصهيوني برنارد ليفي أثبت أنه على دراية تامة بجهل هذه الأمة و استطاع اختيار الطريق الصحيح للعبور إلى عقول شبابها والعبث به ثم تخريبه ودفعه نحو هاوية الانتحار .. وحسبي أننا أمة أثبتت للعالم أجمع أنها لا تؤمن بالثوابت الوطنية ولا تدرك اتجاه البوصلة الصحيح أو الأكثر صحة .. فدائماً تجدها مترامية في أحضان الأشراك والحفر التي تبدو للوهلة غاية في الصحة والمنطقية .. لكن لا تلبث أن تسقط الأقنعة بعد أن تبنى على هذه الأشراك مشانق وخوازيق على طريقة رجب طيب أردوغان وأجداده العثمانيين ...
