تجاعيد الوجه سببها انكماش العظام مع التقدم في السن
وليس ترهل الجلد !!
التجاعيد التي تصيب وجه الإنسان بتقدم عمره هي بسبب تغير شكل عظام الوجه أكثر من أنها بسبب تغيرات تعتري الجلد بذاته. هذا ما أعلنت عنه دراسة قدمت في اليوم الأول من مؤتمر المجمع الأميركي لجراحي التجميل المنعقد هذه الأيام في شيكاغو بالولايات المتحدة.
ويوضح الباحثون أن انكماش عظام الوجه بفعل تقدم العمر يؤدي دوراً رئيسياً في فقدان نضارة الوجه وظهور أعراض الشيخوخة من تجاعيد وغيرها. كما أنه السر وراء وضوح تغيرات كبر السن على وجوه السيدات بنحو يفوق ما يحصل عند الرجال. فالدراسة كما يقول الدكتور ديفيد خان، وهو أحد المشاركين فيها، تقدم تفسيراً مخالفاً للاعتقاد السائد لدى الناس من أن الترهل الذي يعتري شكل الوجه الخارجي هو بسبب ثقل الجلد مع تقدم العمر وتراخيه بفعل الجاذبية الأرضية. كما أنه أيضاً ليس بسبب فقدان طبقات من شحم الوجه كتعليلين لظهور تجاعيده.
ويضيف : « لقد وجدنا أن فقدان كمية من حجم عظام أجزاء الوجه والتغيرات التي تصيب بنية العظم بذاته هي ما تجعلنا في الحقيقة
نبدو كباراً في السن ».
فعلى حد قوله : « تبدو علينا الشيخوخة بسبب تغير تضاريس العظم ».
الباحثون في الدراسة قاموا بتحليل صور الأشعة المقطعية بالكومبيوتر، أجريت لعظام الوجه لدى 60 شخصاً من الجنسين ممن تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 65 سنة، وتبين لهم بعد مقارنة التغيرات فيها بالتغيرات في تجاعيد الوجه أنه كلما ذابت أجزاء من عظام الوجه وانكمش حجمها تركت وراءها فراغاً، وبالتالي تظهر التجاعيد، لأن جلد الوجه يفقد شيئاً من مرونته مع الكبر، ومن ثم لا يعود بمقدوره أن يلتصق بنحو محكم حول أجزاء الوجه لملء الفراغات التي خلفها ذوبان العظم فيه، وبالتالي يحصل الترهل وتظهر التجاعيد.
والنساء على حد قول الدكتور خان عرضة لفقدان بنية العظم وحجمه بنحو يفوق ما يحصل لدى الرجال، مما يبرر حاجتهم لعمليات شد الوجه بصفة أكبر مما يحتاجه الرجال في العمر نفسه.
والملاحظ أن هذه الدراسة تسلط ضوءاً أشد على جانبين لدى النساء بنحو خاص وعموم كبار السن؛ الجانب الأول ما يتعلق بصحة العظام، وخاصة هشاشة العظام ودورها في ظهور علامات الشيخوخة، وهذا الجانب يحتاج الباحثون لتمحيصه، بمعنى هل السبب في انكماش العظم هو تقدم العمر فحسب، أم هو الهشاشة التي تصيبه فتسرع بظهور التجاعيد. والجانب الثاني هو الثمرة العلاجية لهذه الملاحظة بعد التأكد منها بإجرائها على عدد أكبر من 60 شخصا فقط من الذين شملتهم هذه الدراسة. فالسؤال الذي يطرحه من يسمع خبر هذه الدراسة هو هل تعديل حال العظام عبر الغذاء أو الدواء سيعدل من ترهل جلد الوجه وتجعده أو غيره من مناطق الجسم، أم لا ؟ وهل الوقاية من الإصابة بالتجاعيد يسهم فيها الاهتمام بصحة العظام ؟ لذا، فإن استكمال الدراسات مهم هنا، فمنذ فترة وبعض الخبراء في عمليات التجميل يتحدثون صراحة أن مستقبلها سيكون في تعديل تضاريس العظم بنحو خاص، مما سيعطي نتائج أطول في الأثر ألتجميلي العلاجي، مقارنة بما هو حاصل اليوم بشكل شائع عبر بذل الجهد في عمليات شد الجلد الجراحية أو إعطاء حقن سموم « البوتكس » التي تعمل على شدّ عضلات الوجه وتقليل تراخيها، وهما طريقتان تعطيان حتى اليوم نتائج مؤقتة لا تلبث أن تختفي وتظهر الحاجة مرة أخرى للعمليات أو الحقن وهكذا دواليك.
( منقول )