واشنطن تخطط والأمم المتحدة تتبنّى والحكومة تقع في الفخ !
و« البناء » تكشف : مخيم لـ « الكونترا السورية » في عكار بذريعة النازحين
الأردن أبلغ رفضه وتركيا همّها عراقي فقرّرت أميركا تجميع معارضتها في لبنان !
لم تستسلم واشنطن في حربها على سورية ولا هي منصرفة لمواجهة الخطر الأكبر في العراق، بل هي ترتب أوراقها لمواصلة الحرب على سورية وإيران والعراق وفلسطين بطرق جديدة تندرج وفقاً لمنهاج وزارة الدفاع الأميركية المقرّر منذ عام 2008 تحت اسم الحرب الناعمة، واستثمار نتائج المتغيّرات الناجمة عن تورّط قوى جديدة والزجّ بقوى ليست تحت الراية الأميركية كلياً، واستدراج تورّط قوى لا تنضبط بالروزنامة الأميركية، لتتولى بدلاً من خوض حربها إدارة حروب الآخرين لحسابها.
المحضر المتسرّب من جلسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بقدر ما يكشف صلابة المالكي ودفاعه عن بلده وحقوقه ورفضه الانصياع للإملاءات الأميركية التي تريد التآكل والتعفّن للعراق في زمن داعش والانفصال الكردي، يكشف بقوة أنّ واشنطن تتعامل مع حليف الأمس نوري المالكي كخصم وليس كصديق أو حليف، لكن المحضر يبدو واضحاً في تسريبه وأهداف التسريب، في جريدة « الحياة » بمرجعيتها السعودية، رسالة مفادها، أنّ نجاح الحكومة العراقية ومن ورائها إيران يحتاج إلى تفويض واشنطن بحلّ سياسي لا تنفك الإدارة الأميركية تردّد أنّ مفتاحه سعودي، وبحلّ عسكري ركيزته الطائرات من دون طيار، التي سرعان ما ستجد أنها تطارد أهدافاً في سورية وغالباً الأهداف للجيش السوري وليست لداعش.
الحرب الناعمة الأميركية مستمرة، وسورية لا تزال هي الهدف، والخمسمئة مليون دولار المخصصة لبناء ميليشيا سورية بعد ثلاث سنوات من التقرّب من الأجسام السياسية والعسكرية للمعارضة السورية بكلّ تشكيلاتها، لم تعد بحاجة إلى اسم الجيش الحر، فقد بات لدى الاستخبارات الأميركية ما يسمح ببناء هذه الميليشيا بلا وسيط سياسي، سواء كان الائتلاف المعارض أو تنسيقيات المعارضة، بل بالتطويع الفردي للراغبين أو بالانضواء الجماعي لمجموعات بالعشرات لا أكثر، تمّ الربط معها منذ أشهر وتلقى الكثير منها وجبات من السلاح والعتاد.
العقدة المتبقية هي نقطة التجميع والانطلاق لهذه الميليشيا التي صارت واشنطن جاهزة لبنائها على طريقة عصابات " الكونترا الكولومبية "، التي جهّزت معسكراتها للنيل من نيكارغوا وتالياً غيرها من بلدان أميركا اللاتينية، ميليشيا تعيش لسنوات حتى لو انتهى الصراع في سورية وتشكل قاعدة للعمليات الخاصة لحساب واشنطن، يشبه معسكرها معسكر « أشرف » لمجاهدي خلق الإيرانيين في العراق حتى أشهر مضت، كل شيء بات جاهزاً وقد حاز المنتسبون إلى هذه الميليشيا الرضا الإسرائيلي بعد مرورهم بالاختبارات اللازمة، ولا حاجة هنا لجيش من الآلاف، بل يكفي بضع مئات من القتلة المحترفين الذين يختبئون بين آلاف السوريين من النازحين ويحتمون بعلم الأمم المتحدة وتقدم للضباط منهم حصانة ضباط الارتباط في المنظمة الدولية.
المشروع صار منجزاً على الخرائط وبالأسماء والتكاليف والمعدات وأجهزة الاتصال، أما خبراء الإدارة والأنشطة، فقد ضمّت أسماؤهم إلى لوائح المستشارين والخبراء الذين يفترض أنهم أرسلوا إلى العراق، وسيكون المرجع الإداري للكونترا السورية في السفارة الأميركية في العراق، حيث يقيم ضباط القوة الخاصة الأميركية للشرق الأوسط.
الأردن لم يعد قادراً على لعب الدور الذي يستدعيه إيواء الكونترا السورية، بعدما تبلغ من دمشق أنّ بناء ميليشيا للمعارضة على أراضيه وتأمين نقلها للحدود يعتبر تورّطاً في حالة حرب، وتركيا متفرّغة للعبة العراق ولحظة ولادة كيان كردي على حدودها، وتموضع رئيس حكومتها على ضفاف الانتخابات الرئاسية احتماء من الآتي الأعظم.
يبقى لبنان، إذن لا بدّ من العودة إلى لبنان، الأكثر استقراراً على رغم هشاشة الاستقرار، لكن الأمر يستدعي التستّر والكتمان، وتغيير العنوان، فيتقدم مشروع آخر بسرعة لا تتناسب مع تراجع ملف النزوح من سورية، إنها قضية النازحين السوريين تطرح كأولوية، بعدما جرى تغييبها وعوملت كتجارة رابحة في زمن كانت مأساة النزوح تدقّ الأبواب بقوة، ولكن هذه المرة تحت شعارات عنصرية ضدّ كلّ ما هو سوري، أو تحت شعار التجميع في الغيتوات للخلاص من الذين ثبت أنهم وقت الجدّ تدفقوا إلى السفارة السورية لمنح أصواتهم للرئيس بشار الأسد، فعسى نقلهم إلى المخيمات يكون عقاباً، تحت هذا الغطاء الناري للمواقف يتقدم الممثل الدائم للأمم المتحدة بمشروع مخيم للنازحين السوريين في عكار قرب الحدود السورية، فيتلقفه سياسيون يقفون على ضفتي الانقسام اللبناني بأفق ضيّق ويتباهون بتبنيه كلّ من موقع وكلّ تحت شعار.
مشروع مفخخ يهدّد أمن لبنان وسورية يجري تمريره تحت غطاء دخاني يوفره المناخ الأمني المنجذب نحو خطر أحادي هو مواجهة داعش، وهكذا لبنان مرة أخرى، ينتظرها من اليمين وإذ هي من الشمال.
يعيش لبنان تحت وطأة التهديدات الأمنية المتنقلة التي تتجه للمزيد من التأزم مع توسيع المجموعات الإرهابية لاستهدافاتها التي لم تعد تقتصر على فئة معينة بل توسعت لتشمل جميع اللبنانيين بكل طوائفهم. وفيما تتابع الأجهزة الأمنية التحقيقات في تفجيري ضهر البيدر والطيونة، تتواصل التحقيقات مع موقوفي نابوليون ودو روي وفنيدق، ويستمر الجيش اللبناني والقوى الأمنية في المداهمات وملاحقة عدد من المتورطين الذين تم الكشف عنهم في ضوء اعترافات الموقوفين.
وعثرت قوة من الجيش والمخابرات على كمية من المتفجرات في قطعة أرض بالقرب من منزل الموقوف محمود خالد في محلة العزر ـ فنيدق في عكار. وأشارت المعلومات إلى أن المتفجرات عبارة عن أحزمة ناسفة وعدد كبير من القنابل اليدوية.
« النصرة » تتوعّد حزب الله و« أحرار السنة » … صليبي مشرك
========================================
وتوعدت « النصر ة» حزب الله باستهداف مناطقه، مبشّرة سجناء رومية بالفرج القريب وانتشر تسجيل صوتي لأمير جبهة النصرة في القلمون أبي مالك الشامي يعلن فيه اختراق الأطواق الأمنية في كل المناطق اللبنانية كما توجه إلى إسلاميي سجن رومية بالقول : « قلوبنا عندكم وما هي إلا أيام معدودات وتفرج بإذن الله القربات ».========================================
إلى ذلك نشر « لواء أحرار السنة بعلبك » عبر « تويتر » صورة لما أسماه قائد المجموعة الموكلة باستهداف الصليبيين في لبنان عمر الشامي في غرفة عمليات خاصة بتصنيع العبوات الناسفة. وقال الشامي : « بإذن الله عبواتنا المباركة سوف تسحق كل صليبي مشرك ورافضي صفوي في لبنان ».
وأكد مصدر أمني لـ « البناء » أن لواء أحرار السنة غير موجود في لبنان فالتحقيقات مع الموقوفين لم تأت على لواء أحرار السنة في بعلبك. وأكد المصدر أن لواء أحرار السنة هو إحدى التسميات التي تعتمدها جبهة النصرة في لبنان وهو غير متواجد في عرسال أو في بعلبك.
واعتبر المصدر أن التهديدات التي يطلقها هذا اللواء لا تدعو الى الذعر، فقدراته محدودة في ظل الخطة الأمنية والوقائية التي تنتهجها الأجهزة الأمنية. وشدد المصدر على أن التهديدات لو نفذت فإنها ستكون بمثابة استطلاع بالنار كمرحلة أولى لمعرفة رد الفعل قبل العملية الكبيرة.
وعقد لقاء في مطرانية بعلبك للروم الكاثوليك حضره مفتو المدينة خليل شقير وبكر الرفاعي وفاعليات بعلبك أكد خلاله المجتمعون رفضهم لما صدر عما يسمى « لواء أحرار السنة » وأكدوا تمسكهم بالوحدة والعيش المشترك. وشكك رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في جديّة التصريح الصادر عن « لواء أحرار السنة – بعلبك »، واعتبره في سياق المخطط لخلق بلبلة أمنية في منطقة البقاع.
وأضاف أنه « على رغم رسالة الطمأنة هذه، فنحن مدعوون اليوم إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ولدينا الإيمان والقناعة وملء الثقة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية جميعها التي هي صمّام أمان لكل اللبنانيين في البقاع وفي بقية المناطق، والخطة الأمنية التي بدأت منذ فترة ستساهم من دون شك في إحلال السلام والأمن والطمأنينة ».
وأكد النائب عن كتلة نواب زحلة طوني أبو خاطر لـ « البناء » أن التهديدات لا تؤخذ على محمل الجد، وأن هذا التنظيم غير موجود، وأنه قد يكون مستخدماً من قبل أجهزة الاستخبارات « الإسرائيلية »، لا سيما أن هذا المشروع لا يخدم إلا « إسرائيل ».
وإذ أكد أن التاريخ المسيحي مليء بالشهادات، عول بو خاطر على القوى الأمنية لصد المؤامرة التي تحاك على لبنان في ظل الأوضاع في المنطقة.
في المقابل أكدت مصادر وزارية في 8 آذار أن جبهة النصرة التي لم تتورع عن هدم أضرحة الصحابة والأولياء وهدموا الكنائس في معلولا وحمص وسرقوا محتوياتها، ليس مستبعداً أن تقوم بذلك في لبنان.
ملفا عمداء الجامعة والتفرّغ إلى الخميس المقبل
============================
في غضون ذلك، رحل مجلس الوزراء ملفي عمداء الجامعة اللبنانية والتفرغ إلى الخميس المقبل، في جلسة استمرت 5 ساعات شهدت اعتراضاً من 14 آذار على ملفي التفرغ والعمداء، ووقع خلالها الوزراء على نحو 150 مرسوماً، وتم البحث في بعض مواضيع من خارج أعمال الجدول، ولا سيما قرارات بنقل اعتمادات وقبول هبات مقدمة لبعض الإدارات والوزارات.============================
وخلال الجلسة أثير موضوع النازحين السوريين وسبل تنفيذ الخطة القاضية بإنشاء مخيمات على الحدود. وعلمت «البناء» أن وزير الخارجية جبران باسيل أبلغ مجلس الوزراء رفض الحكومة السورية إقامة مخيمات للنازحين داخل الأراضي السورية، وأن وزير العمل سجعان قزي اقترح إقامة مخيمات داخل الحدود المشتركة بين لبنان وسورية، وتقرر متابعة النقاش في هذا الموضوع في جلسة الخميس المقبل.
وأمل وزير التربية الياس بو صعب في أن يؤدي التواصل الذي سيقوم به بموضوع الجامعة اللبنانية في الأيام المقبلة إلى نتيجة وإلا فإن الجامعة والطلاب سيكونون بخطر.
وأكد بو صعب أنه يفهم مطالب حزب الكتائب وأنه مستعد للتجاوب معه، لافتاً إلى أنه ربما كان هناك ما يحتاج للتوضيح. وشدد على أن المشكلة ليست مع تيار المستقبل.
الكتـائـب ومنهـجـيـة العـمـل
=================
وأكد قزي لـ « البناء » أن حزب الكتائب ليس لديه أي مطالب في ملفي عمداء الجامعة والتفرغ، فما يهمه معرفة منهجية العمل التي على أساسها سيقر ملف التفرغ، مع تشديده على ضرورة إنهاء الملف والإسراع في إصدار القوانين والمشاريع والمراسيم الضرورية.=================
وإذ أشار إلى أن الملف سيوضع على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، تمنى على الوزير بو صعب أن يقدم في الجلسة تقريراً حول كيفية العمل بملفي التفرغ وعمداء الجامعة ليبنى على الشيء مقتضاه.
في موازاة الجلسة، نفذ الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية اعتصاماً أمام السراي الحكومي وحملوا مسؤولية تعطيل إقرار ملف التفرغ لحزب الكتائب اللبنانية، وتساءلوا عن السبب والتوقيت. وتساءل الأساتذة عما إذا كانوا رهائن لدى من يعرقل إقرار ملف التفرغ ؟ وشددوا على الاستمرار بتحركاتهم محملين الوزراء مسؤولية ضياع العام الدراسي.
بـري يلغي مشاورات لتعذّر التوافق
=====================
أما على الصعيد السياسي، فقد أكدت الأجواء التي تسربت أمس عن مراجع كبيرة أن الوضع في حالة ثبات سياسي، على رغم التحديات الناجمة عن الخطر الإرهابي المتعاظم، ولذلك فالاستشارات التي كان يفكر بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يبادر إلى إجرائها نظراً لعدم وجود معطيات تؤشر إلى إمكان حصول نتائج إيجابية، أكان بالنسبة للاستحقاق الرئاسي أو بالنسبة لقانون الانتخابات.=====================
وقد عكست أجواء مجلس الوزراء هذا الجمود والمراوحة واكتفت الحكومة أمس بالتوقيع على المراسيم التي هي كناية عن تصريف الأعمال، بينما بقي ملف أساتذة الجامعة اللبنانية يراوح مكانه في ظل الخلاف السياسي حوله وما شابه من عملية تقاسم حصص مذهبية وطائفية.
ونُقل عن الرئيس بري في هذا المجال قوله: « إنه يجب ترك هذا الموضوع لمجلس الجامعة وعدم إخضاعه للتجاذبات السياسية في مجلس الوزراء، وبالتالي معالجة هذا الملف بموضوعية ».
ولفت الرئيس بري من جهة أخرى، إلى أنه لم يطرأ شيء في السياسة وأن المطلوب الحفاظ على البلاد وهذا يكون بالاستثمار على الجيش والقوى الأمنية.