ثـقــــافــة القـطـط والكــلاب فـي دول الـغـــرب
سيجد المرء ثقافات قد تعجبه أو لا تعجبه أو لا يجد لها من تفسير مقنع على الإطلاق. وذلك إذا حطت به الرحال في إحدى دول القارة الأميركية أو الأوربية، قاصداً الاغتراب أو الهجرة أو اللجوء السياسي أو الإنساني، أو مشرداً لأنه هارباً من جحيم الحرب أو الصراع.
ومن هذه الثقافات ثقافة تربية بعض الحيوانات في البيوت، والتي أكثرها الكلاب والقطط.
ولن تجد بيتاً من البيوت، إلا ويشارك المقيمين فيه قط أو كلب أو كلا الأثنين معاً. وستجد أن هناك من يتعهد بتربية أكثر من كلب أو كلبين أو قط أو أكثر. وسترى بعض الرجال والنساء من مختلف الأعمار والأجيال، وكل منهم يسير في الشارع أو يتنزه في الحدائق، وبرفقة كل واحد منهم كلب أو أكثر. أو هو ممسك بيده أو بيديه الاثنتين أكثر من حب، وكل حبل ينتهي بحزام ملفوف حول رقبة كل جرو أو كلب. وستجد أشكالاً من الكلاب لم تراها عينيك من قبل، والتي تتدرج في الحجم، من حجم الأرنب الصغير إلى حجم الضبع أو النمر. وإن ألوانها لا حصر لها ولا عد، وحتى أنها متعددة أو متدرجة بكل جرو وكلب. وستشعر بعدم اهتمام بعض هذه الكلاب والقطط بالمارة الذين يصادفونهم في الحدائق والساحات وحدائق ألعاب الأطفال وعلى الأرصفة. أو تجد أن البعض منهم حشريين، أو إرهابيين، أو يميلون للتحرش أو مداعبة بعض المارة ممن يصادفونهم، أو العبث بعربة أو محفظة، أو شم ملابس المارة أو العواء عليهم أو حتى إرهابهم باتخاذه وضعية الهجوم عليهم. والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يغضب، أو يتصرف برد الفعل تجاه أي كلب. فالكلب له الحرية المطلقة في أن يتصرف ويعوي كما يشاء، ويبول ويتبرز في كل مكان يختاره، وأن يتجاوز القانون، أما الانسان فليس له من حق أن يتصرف كما تتصرف هذه الحيوانات.
وعلى الرغم من أن الأرصفة والحدائق مزروع على جوانبها كل مئات الأمتار صناديق خضراء اللون، موضوع على جانبها بكرة أكياس بلاستيكية سوداء اللون لاستخدامها من قبل من برفقته كلب. بحيث يرتديه بيده ويضعه تحت شرج الكلب ليتلقى بداخله براز الكلب، ومن ثم يلفه باليد الثانية، ويرميه بالفتحة الأمامية للصندوق. وهذه الأكياس أيضاً لجمع براز الكلب من على الأرض. ومع كل هذه الاحتياطات فإن الكلب يفضل التبرز بحرية على الرصيف أو في الحدائق الجانبية، مستغلاً غفلة صاحبه أو شروده بمنظر أو انشغاله بحديث مع صديق. بينما القط لا يتبرز إلا بعد أن يحفر حفرة ويجمع التراب حولها، ثم يجلس عليها ليتبرز فيها، وبعد أن ينتهي يطمرها بأطرافه الأمامية. والفرق شاسع بين سلوك القط والكلب في هذه البلاد ستجد أن ثقافة القطط والكلاب تتجسد بأمور كثيرة، ومن أهم هذه الأمور :
• ستجد في بعض حدائق المنازل بيت بلاستيكي أو خشبي لكلب أو قط ليرتاح ويلهو فيه إذا أصابه الملل والسأم من سكان البيت. فالمهم أولاً وأخيراً راحة القط والكلب.
• والرفق بالإنسان يأتي بمقدمة كافة أشكال الرفق، ويتقدم على الرفق بالحيوان. أما في دول أوروبا والولايات المتحدة فالرفق بالحيوان هو من يتقدم على غيره. وحتى أن الرفق بالإنسان لن تجد له من أثر في هذه البلاد. ومهما بلغت من الكبر عتياً، أو كنت مريضاً، أو مضطراً لصعود درج البيت وأنت تحمل حقيبة ثقيلة، فسيمر بك الجار ويلقي عليك السلام، ولكنه لن يتطوع ليساعدك بشيء على الاطلاق. وأن عليك أن تفسح الطريق للكلب إن صادفك على الرصيف أو الدرج أو المصعد. فثقافة الكلاب يجب أن تتقنها كي لا تجر إلى مخافر البوليس والقضاء والمحاكم.
• ومهما كان الانسان فقيراً أو محتاجاً، فلن يجد من يد تقدم له سنت أو رغيف خبز. أما إذا تسول ومعه كلب أو قط، فستنهال أمامه الدراهم كزخات المطر. فالتبرعات إنما هي للكلب أو القط. لأنهم يعتبرون هذا الحيوان يعاني الكثير من شظف العيش.
• وستجد مراكز صحية لتقديم كافة أشكال لرعاية الصحية للقطط والكلاب.
• وستجد بكل مجمع للمواد الغذائية والألبسة والأدوات الكهربائية والألعاب وغيرها جناح خاص تتوفر فيه الأطعمة والمعلبات والحاجيات التي تخص القطط والكلاب.
• وستجد أن هذه القطط والكلاب مشمولة بالتأمين الصحي والتأمين على الحياة.
• وستجد أنها مسجلة في سجلات رسمية، ولها قيود نظامية في هذه البلاد. ولذلك لا يحق لمالكيها أن يطلقوا سراحها أو يستغنوا عنها لتعيش بحرية في الطرقات والأحياء والغابات بقرار فردي يتخذونه من قبلهم، وإنما عليهم أن يراجعوا دوائر البلديات في كل ما يخص هذه الحيوانات، فهي المخولة باتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.
• وقد تضطر هذه البلديات للاستعانة بالقضاء لاتخاذ مثل هذه القرارات. وحتى في حال وفاة مالكيها أو موت احد هذه الحيوانات في حالة طبيعية أو بسبب حادث.
• وستجد من يوصي بأملاكه أو بجزء منها لقطه أو كلبه، ولهذا قد تجد كلاب وقطط برجوازيين يملكون الملايين أو المليارات أو أسهم في البورصات أو بعض الشركات.
• وإذا كنت ممن يستيقظ قبل شروق الشمس لممارسة الرياضة الصباحية أو لممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق، فستجد الأرصفة مكتظة بالرجال والنساء والصبايا والشباب الذين سبقوك في نزهتهم مع الكلاب قبل أن يلتحقوا بأعمالهم اليومية. أما غير المرتبط بعمل، فستطول نزهة كلابه أو كلبه إلى ما بعد الساعة العاشرة صباحاً.
• وحتى إذا أحببت ان تقوم بنزهة بعد العصر أو في المساء فستجد أيضاً ممن ينزهون كلابهم في هذا الوقت. وأحياناً قد تجد من ينزه كلبه لبعض الوقت منتصف الليل.
• وحين تقيم بمنزل ستشعر بأن هذا البيت كان يعيش فيه قط أو كلب. وأن كل شيء بداخله نجس، لأنه ربما لأن كلب قد لحسه أو نام وتوسد وجلس عليه أو أكثر، وأن تنظيفه أمر ضروري. وإن كنت مسلماً فستكون مجبراً على تطهيره من نجاسة الكلب.
• وستجد أن الكلب يحق له أن يرافق صاحبه مجاناً بكافة رحلاته في وسائط النقل.
• ولن تجد في هذه الدول الأوروبية كلب أو قط شارد أو هائم على وجهه مهما فتشت. فكل كلب أو قط يقيم في المنزل مع أصحاب البيت. أو في بيت خاص بني له على الشرفة أو في الحديقة أو على السطح، وأن هناك سُلم صغير يتدلى من السطح إلى أرض الحديقة كي يستخدمه القط في النزول والصعود في أي وقت.
• وإذا كان في الحديقة كلب فسيعوي على كل من يحاول أن يمر بأطراف البيت.
• وسترى أن الكلب او القط يقيم في داو ننغ ستريت 10 إذا اختير مالكه ليكون رئيساً للحكومة البريطانية، أو يسكن البيت الأبيض أو قصر الإليزيه إذا كان أنتخب مالكه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية أو رئيساً للجمهورية الفرنسية. وسترافقهم كلابهم أو قططهم في رحلات استجمامهم أو زياراتهم الرسمية الداخلية والخارجية.
• وحتى الرئيس باراك أوباما الذي لما انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وليس بحوزته كلبن تم إهدائه كلبين من الكلاب النادرة والتي تبلغ أثمانها ملايين الدولارات. وتقبل الرئيس أوباما شاكراً ومشكوراً الهدية، وخصص لهما جناحاً في البيت الأبيض.
• والرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان له كلبان يشاركانه المكتب البيضاوي، وحافظ على أن يكونا بجانبه أثناء مراسم استقباله أو لقائه زعماء وشخصيات السياسية، وحتى في سهراته الخاصة والعامة مع ضيوفه في البيت الأبيض. وكان رجال الاعلام ينقلون صوره معه كلابه وهي تقف بجانبه أو تتسلق سلالم طائرته الخاصة.
• ستجد في الدول الأوروبية أن طالبي اللجوء السياسي والإنساني يحشرون في مخيمات. وأن كل غرف من غرف المخيم لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة يحشر فيها أكثر من أربعة أشخاص. بينما ستجد الحيوانات والقطط والكلاب تعيش في محميات مصممة خصيصاً، ويتوفر فيها خدمات لا تتوفر للنازحين واللاجئين.
• وقد تجد في الدول الأوروبية مُعوز أو جائع أو عريان أو مديون أو مغلوب على أمره. ولكنك لن تجد من قط أو كلب شارد او هائم أو مشرد أو مريض أو جائع.
• وحتى الطفل يجب أن يكون له كرسي خاص داخل العربة الخاصة. أما الكلب والقط فلهما كامل الحق بالجلوس على أي مقعد وحتى إخراج رأسيهما من النافذة.
• وستجد منظمات وجمعيات تهتم بالحيوان والبيئة، وتخوض حرباً ضروساً لتحقيق أهدافها. بينما ستبيعك منظمات حقوق الانسان الثرثرة والهراء والكلام الفارغ فقط.
ثقافة القطط والكلاب ستفرض عليك رغماً عن إرادتك إن كنت طالباً أو مغترباً أو مهاجراً أو لاجئاً أو مشرداً أو نازحاً أجبرتك الظروف أن تعيش في أستراليا وأميركا والدول الأوروبية. وهذه الثقافة تختلف كثيراً عما تعلمته في وطنك. فكل ما تعرفه من هذه الثقافة أن الإنسان مطالب بالرفق بالحيوان. وأن الكلب حيوان أمين ويحمي المزارع والمنازل وقطعان الماشية والدواجن من اللصوص والذئاب والثعالب. وأن القط حيوان أليف ولص، ويحمي المنازل من عبث الفئران. فالكلب والقط في الدول الأوروبية معفى من كل مهمة وواجب، وحقوقه يؤمنها من يقتنيه. وستجد اهتماماً بإطعام وتنظيف وتحسين هندام وقيافة القطط والكلاب. ونتمنى أن يعاد النظر بهذه الثقافة المشوهة التي تُعلي حقوق الحيوان على حقوق الانسان.
ومن هذه الثقافات ثقافة تربية بعض الحيوانات في البيوت، والتي أكثرها الكلاب والقطط.
ولن تجد بيتاً من البيوت، إلا ويشارك المقيمين فيه قط أو كلب أو كلا الأثنين معاً. وستجد أن هناك من يتعهد بتربية أكثر من كلب أو كلبين أو قط أو أكثر. وسترى بعض الرجال والنساء من مختلف الأعمار والأجيال، وكل منهم يسير في الشارع أو يتنزه في الحدائق، وبرفقة كل واحد منهم كلب أو أكثر. أو هو ممسك بيده أو بيديه الاثنتين أكثر من حب، وكل حبل ينتهي بحزام ملفوف حول رقبة كل جرو أو كلب. وستجد أشكالاً من الكلاب لم تراها عينيك من قبل، والتي تتدرج في الحجم، من حجم الأرنب الصغير إلى حجم الضبع أو النمر. وإن ألوانها لا حصر لها ولا عد، وحتى أنها متعددة أو متدرجة بكل جرو وكلب. وستشعر بعدم اهتمام بعض هذه الكلاب والقطط بالمارة الذين يصادفونهم في الحدائق والساحات وحدائق ألعاب الأطفال وعلى الأرصفة. أو تجد أن البعض منهم حشريين، أو إرهابيين، أو يميلون للتحرش أو مداعبة بعض المارة ممن يصادفونهم، أو العبث بعربة أو محفظة، أو شم ملابس المارة أو العواء عليهم أو حتى إرهابهم باتخاذه وضعية الهجوم عليهم. والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يغضب، أو يتصرف برد الفعل تجاه أي كلب. فالكلب له الحرية المطلقة في أن يتصرف ويعوي كما يشاء، ويبول ويتبرز في كل مكان يختاره، وأن يتجاوز القانون، أما الانسان فليس له من حق أن يتصرف كما تتصرف هذه الحيوانات.
وعلى الرغم من أن الأرصفة والحدائق مزروع على جوانبها كل مئات الأمتار صناديق خضراء اللون، موضوع على جانبها بكرة أكياس بلاستيكية سوداء اللون لاستخدامها من قبل من برفقته كلب. بحيث يرتديه بيده ويضعه تحت شرج الكلب ليتلقى بداخله براز الكلب، ومن ثم يلفه باليد الثانية، ويرميه بالفتحة الأمامية للصندوق. وهذه الأكياس أيضاً لجمع براز الكلب من على الأرض. ومع كل هذه الاحتياطات فإن الكلب يفضل التبرز بحرية على الرصيف أو في الحدائق الجانبية، مستغلاً غفلة صاحبه أو شروده بمنظر أو انشغاله بحديث مع صديق. بينما القط لا يتبرز إلا بعد أن يحفر حفرة ويجمع التراب حولها، ثم يجلس عليها ليتبرز فيها، وبعد أن ينتهي يطمرها بأطرافه الأمامية. والفرق شاسع بين سلوك القط والكلب في هذه البلاد ستجد أن ثقافة القطط والكلاب تتجسد بأمور كثيرة، ومن أهم هذه الأمور :
• ستجد في بعض حدائق المنازل بيت بلاستيكي أو خشبي لكلب أو قط ليرتاح ويلهو فيه إذا أصابه الملل والسأم من سكان البيت. فالمهم أولاً وأخيراً راحة القط والكلب.
• والرفق بالإنسان يأتي بمقدمة كافة أشكال الرفق، ويتقدم على الرفق بالحيوان. أما في دول أوروبا والولايات المتحدة فالرفق بالحيوان هو من يتقدم على غيره. وحتى أن الرفق بالإنسان لن تجد له من أثر في هذه البلاد. ومهما بلغت من الكبر عتياً، أو كنت مريضاً، أو مضطراً لصعود درج البيت وأنت تحمل حقيبة ثقيلة، فسيمر بك الجار ويلقي عليك السلام، ولكنه لن يتطوع ليساعدك بشيء على الاطلاق. وأن عليك أن تفسح الطريق للكلب إن صادفك على الرصيف أو الدرج أو المصعد. فثقافة الكلاب يجب أن تتقنها كي لا تجر إلى مخافر البوليس والقضاء والمحاكم.
• ومهما كان الانسان فقيراً أو محتاجاً، فلن يجد من يد تقدم له سنت أو رغيف خبز. أما إذا تسول ومعه كلب أو قط، فستنهال أمامه الدراهم كزخات المطر. فالتبرعات إنما هي للكلب أو القط. لأنهم يعتبرون هذا الحيوان يعاني الكثير من شظف العيش.
• وستجد مراكز صحية لتقديم كافة أشكال لرعاية الصحية للقطط والكلاب.
• وستجد بكل مجمع للمواد الغذائية والألبسة والأدوات الكهربائية والألعاب وغيرها جناح خاص تتوفر فيه الأطعمة والمعلبات والحاجيات التي تخص القطط والكلاب.
• وستجد أن هذه القطط والكلاب مشمولة بالتأمين الصحي والتأمين على الحياة.
• وستجد أنها مسجلة في سجلات رسمية، ولها قيود نظامية في هذه البلاد. ولذلك لا يحق لمالكيها أن يطلقوا سراحها أو يستغنوا عنها لتعيش بحرية في الطرقات والأحياء والغابات بقرار فردي يتخذونه من قبلهم، وإنما عليهم أن يراجعوا دوائر البلديات في كل ما يخص هذه الحيوانات، فهي المخولة باتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.
• وقد تضطر هذه البلديات للاستعانة بالقضاء لاتخاذ مثل هذه القرارات. وحتى في حال وفاة مالكيها أو موت احد هذه الحيوانات في حالة طبيعية أو بسبب حادث.
• وستجد من يوصي بأملاكه أو بجزء منها لقطه أو كلبه، ولهذا قد تجد كلاب وقطط برجوازيين يملكون الملايين أو المليارات أو أسهم في البورصات أو بعض الشركات.
• وإذا كنت ممن يستيقظ قبل شروق الشمس لممارسة الرياضة الصباحية أو لممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق، فستجد الأرصفة مكتظة بالرجال والنساء والصبايا والشباب الذين سبقوك في نزهتهم مع الكلاب قبل أن يلتحقوا بأعمالهم اليومية. أما غير المرتبط بعمل، فستطول نزهة كلابه أو كلبه إلى ما بعد الساعة العاشرة صباحاً.
• وحتى إذا أحببت ان تقوم بنزهة بعد العصر أو في المساء فستجد أيضاً ممن ينزهون كلابهم في هذا الوقت. وأحياناً قد تجد من ينزه كلبه لبعض الوقت منتصف الليل.
• وحين تقيم بمنزل ستشعر بأن هذا البيت كان يعيش فيه قط أو كلب. وأن كل شيء بداخله نجس، لأنه ربما لأن كلب قد لحسه أو نام وتوسد وجلس عليه أو أكثر، وأن تنظيفه أمر ضروري. وإن كنت مسلماً فستكون مجبراً على تطهيره من نجاسة الكلب.
• وستجد أن الكلب يحق له أن يرافق صاحبه مجاناً بكافة رحلاته في وسائط النقل.
• ولن تجد في هذه الدول الأوروبية كلب أو قط شارد أو هائم على وجهه مهما فتشت. فكل كلب أو قط يقيم في المنزل مع أصحاب البيت. أو في بيت خاص بني له على الشرفة أو في الحديقة أو على السطح، وأن هناك سُلم صغير يتدلى من السطح إلى أرض الحديقة كي يستخدمه القط في النزول والصعود في أي وقت.
• وإذا كان في الحديقة كلب فسيعوي على كل من يحاول أن يمر بأطراف البيت.
• وسترى أن الكلب او القط يقيم في داو ننغ ستريت 10 إذا اختير مالكه ليكون رئيساً للحكومة البريطانية، أو يسكن البيت الأبيض أو قصر الإليزيه إذا كان أنتخب مالكه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية أو رئيساً للجمهورية الفرنسية. وسترافقهم كلابهم أو قططهم في رحلات استجمامهم أو زياراتهم الرسمية الداخلية والخارجية.
• وحتى الرئيس باراك أوباما الذي لما انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وليس بحوزته كلبن تم إهدائه كلبين من الكلاب النادرة والتي تبلغ أثمانها ملايين الدولارات. وتقبل الرئيس أوباما شاكراً ومشكوراً الهدية، وخصص لهما جناحاً في البيت الأبيض.
• والرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان له كلبان يشاركانه المكتب البيضاوي، وحافظ على أن يكونا بجانبه أثناء مراسم استقباله أو لقائه زعماء وشخصيات السياسية، وحتى في سهراته الخاصة والعامة مع ضيوفه في البيت الأبيض. وكان رجال الاعلام ينقلون صوره معه كلابه وهي تقف بجانبه أو تتسلق سلالم طائرته الخاصة.
• ستجد في الدول الأوروبية أن طالبي اللجوء السياسي والإنساني يحشرون في مخيمات. وأن كل غرف من غرف المخيم لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة يحشر فيها أكثر من أربعة أشخاص. بينما ستجد الحيوانات والقطط والكلاب تعيش في محميات مصممة خصيصاً، ويتوفر فيها خدمات لا تتوفر للنازحين واللاجئين.
• وقد تجد في الدول الأوروبية مُعوز أو جائع أو عريان أو مديون أو مغلوب على أمره. ولكنك لن تجد من قط أو كلب شارد او هائم أو مشرد أو مريض أو جائع.
• وحتى الطفل يجب أن يكون له كرسي خاص داخل العربة الخاصة. أما الكلب والقط فلهما كامل الحق بالجلوس على أي مقعد وحتى إخراج رأسيهما من النافذة.
• وستجد منظمات وجمعيات تهتم بالحيوان والبيئة، وتخوض حرباً ضروساً لتحقيق أهدافها. بينما ستبيعك منظمات حقوق الانسان الثرثرة والهراء والكلام الفارغ فقط.
ثقافة القطط والكلاب ستفرض عليك رغماً عن إرادتك إن كنت طالباً أو مغترباً أو مهاجراً أو لاجئاً أو مشرداً أو نازحاً أجبرتك الظروف أن تعيش في أستراليا وأميركا والدول الأوروبية. وهذه الثقافة تختلف كثيراً عما تعلمته في وطنك. فكل ما تعرفه من هذه الثقافة أن الإنسان مطالب بالرفق بالحيوان. وأن الكلب حيوان أمين ويحمي المزارع والمنازل وقطعان الماشية والدواجن من اللصوص والذئاب والثعالب. وأن القط حيوان أليف ولص، ويحمي المنازل من عبث الفئران. فالكلب والقط في الدول الأوروبية معفى من كل مهمة وواجب، وحقوقه يؤمنها من يقتنيه. وستجد اهتماماً بإطعام وتنظيف وتحسين هندام وقيافة القطط والكلاب. ونتمنى أن يعاد النظر بهذه الثقافة المشوهة التي تُعلي حقوق الحيوان على حقوق الانسان.
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
الأربعاء : 17 / 9 / 2014 م
burhansyria@gmail.com
burhan-km@hotmail.com