الحبشي يخترع تقنية رقمية لإذابة الجليد عن الطائرة أثناء تحليقها
نجح وجدي الحبشي وهو باحث مصري يعمل في كندا في صنع تقنية رقمية تستطيع إذابة الجليد عن سطوح الطائرات وأجنحتها ومحركاتها ومقدمتها الأمامية أثناء تحليقها في الجو.
وفي لقاء صحفي وصف الحبشي هذه التقنية بأنها ثورية، موضحاً أنها جاءت نتيجة مجموعة من البحوث عن العوامل المناخية التي تؤثر في الطائرات، خصوصاً ما يتعلق بالجليد والمرونة والصوت والهواء، وأوضح الحبشي أنه حين تدخل الطائرة في ظروف معينة يتجمع الجليد على هيكلها في جو تتدنى حرارته عن 50 درجة تحت الصفر، يُنظر إلى الأمر باعتباره مصدراً للخطر البالغ على سلامة الطائرة وركابها، وبيّن أن تراكم الجليد يشكّل عبئاً إضافياً على المحركات، ويؤثر على استقرار الطائرة وتوازنها، ويعيق حركة الاتصال معها، إضافة إلى تسببه بحال من الإرباك لقائد الطائرة وطاقمها الفني.
وتلافياً لهذه الأخطار، انكبّ الحبشي على بحوث تتصل بتوفير أمن الطائرة وسلامتها.
وباستخدام تقنية المحاكاة الافتراضية للكومبيوتر، قام بوضع تصاميم تعتمد على ديناميكيات السوائل، تتعلق بتدفق الهواء على أجنحة الطائرة ومحركها، أثناء تراكم الجليد على هيكلها. ونفذت هذه التصاميم وتجاربها على « سوبر كومبيوتر » يقدر على إجراء حسابات دقيقة تتعلق بحركة الطائرة في الجو ومسارها والظروف التي قد تتعرض لها، وطبقات الجليد المترسبة على هيكلها، توصّلاً إلى العمل على التخلّص من هذه الطبقات.
وبقول آخر، تعتمد هذه التقنية على مزيج من الهندسة والفيزياء والرياضيات وعلوم الكومبيوتر، بحسب توضيحات من الحبشي. ولفت إلى أن الاختبارات على الرحلات الجوية بعد التصنيع يتطلب وقتاً طويلاً وتكاليف باهظة. ويعطي الكومبيوتر إمكاناً لتلافي هذا الأمر.
وقال : « بات مهندسو الفضاء يصمّمون الطائرات على الكومبيوتر، كما يبرمجون المواصفات التي تحدّد سلامة الأجنحة، والحمولة القصوى، وحجم المحرك، واستهلاك الوقود، والتعامل مع الضجيج، وطُرُق إزالة الجليد وغيرها ».
تباع هذه البرمجيات المتطورة إلى شركات عالمية في تصنيع الطائرات مثل « لوكهيد مارتن » و« بيل هيلوكبتر » و« بوينغ » و« بومباردييه » و« ميتسوبيتشي » وغيرها ». ولفت الحبشي إلى انه باع أخيراً برمجيات من هذا النوع إلى مشروع صيني لصناعة 70 طائرة ذات مقعدين، علماً بأن هذه البرمجيات والتصماميم يمكن تطبيقها أيضاً على الطائرات النفاثة والعمودية والطائرات من دون طيار وغيرها.
أوضح الحبشي أن تقنية المحاكاة الافتراضية للكومبيوتر تقدّم أداة لحل كثير من المشاكل التي تواجه الطائرات في رحلاتها الجوية، وأكد أن السنوات المقبلة ستشهد ثورة في صناعة الطائرات المدنية تقودها الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ما يؤدي الى تفوّقها على الدول الغربية في صناعة الطيران المدن.