حراس الصناديق
كثر الكلام هذه الأيام حول الانتخابات، وكثرت التخوفات من يوم الأحد المقبل, وتزايدت نبرة التشكيك, وتدخل الجميع في نيات بعضهم بعضاَ, سواء مؤيدو الحزب الوطني أو معارضوه أو المستقلون.
الكل يعزف الآن بكل قوة علي وتر القضاء على الآخر, وتحطيم قدراته, وكسب مؤيديه بهدف إحراز مقعد أو تحقيق رقم إضافي من أرقام الحصانة البرلمانية التي يلهث وراءها المشتاقون والحالمون من الكبار والصغار.
وفي خضم هذا المعترك تبرز بقوة نغمة الحديث عن التزوير, وهذه النغمة ارتفعت لدرجة الصراخ والتسليم بالتزوير, وربما يكون ذلك وارداً, لكن يقابل ذلك في هذا العام تحديداً تأكيد قيادات سياسية وأمنية كبرى عدم التزوير, وهذا ما يدعوني إلى طرح السؤال المهم : من الذين يقومون بالتزوير إذا حدث ؟! أليسوا هم بعض ضعاف النفوس الذين يتلقون الأوامر في غفلة بهدف خدمة مرشحين بعينهم لديهم ولاء خاص لهم, أليس هؤلاء الأشخاص من ضعاف النفوس هم أبناء لهذا الوطن ويحملون هويته وجنسيته, ومن المفترض أنهم يتمنون له الرفعة والتقدم, لماذا لا يتحرك ضمير هؤلاء ويقفون مع أنفسهم وقفة قوية يمتنعون فيها هذه المرة عن خرق النظام والقانون, ولا ينصاعون إلا لضميرهم الوطني ؟ متى يستيقظ ضمير هؤلاء الأشخاص, خاصة الذين يقفون حراساً على الصناديق وبداخل اللجان, وهل يعلم هؤلاء أن مستقبل مصر وتجربتها الديمقراطية ومصير أولادنا في أيديهم, هؤلاء يمكن أن يكونوا أقوياء النفس وليسوا من ضعاف النفوس, يمكن أن يقفوا ولو لمرة واحدة مع الحق ويصبحوا حراساً حقيقيين, وأمناء بحق وحقيقي هذه المرة على صندوق الانتخاب.
أظن أن هذه المرة سوف تكون الكلمة الفاصلة بشكل كبير لأمناء اللجان, خاصة أن وزارة الداخلية وسلطات الدولة تعطي توجيهات واضحة بالبقاء على الحياد, وهذه التوجيهات تبدو قريبة إلى الصدق, بدليل أن مرشحي الحزب الوطني في الدوائر المفتوحة ينافسون بعضهم بعضاً, إذن لو افترضنا أن هناك تزويراً ............
فمن يزور لمصر ؟!