أما بعد التمساح !
كارت صغير بالألوان رمزه التمساح, وصورة المرشح الكريم تزينه ..
إلى هنا والمسألة عادية ويحق له ..
أتت السيدة المسنة ( وهي أمية ) بهذا الكارت وأعطته لي وعلى وجهها أسفٌ بالغ قائلة : هل يصحّ هذا ؟!
ولكوني أعرفها وأعرف بالتالي أن لا علاقة لها بالانتخابات من قريب أو بعيد، سألتها عما يهمها من هذا المرشح، ولماذا هي حزينة هكذا ؟ لفتت انتباهي بأن أنظر خلف الصورة, وكانت آية الكرسي !! وقالت إنها وجدت عدداً من هذه الكروت ملقاة على الأرض وهي في انتظار الأتوبيس .. ولأنها لمحت الآية القرآنية همت مسرعة والتقطتها متأسفة ومتعجبة ممن تركها أو غالباً ألقي بها، معترضاً على المرشح, ربما ! طيب وماذا عن الآية الكريمة ؟! الله أعلم.
مؤكد أن نيته سليمة، فقد تصور أن الناس ستحتفظ بالكارت، ولا أقول بصورته، نظراً لأن الوجه الآخر لآية كريمة، وهكذا يكون قد ضرب عصفورين بحجر,، للأسف لم يع وهو من المفترض أن يكون واعياً ويعرف جيداً أنه في مثل هذه الظروف لا يحتفظ أحد بأوراق الدعاية الانتخابية، وأن ما يحتفظ به لا يوضع في الجيب,، ولكن ما يقتنع به العقل ! وما كان يجب أن يحرص عليه أولاً وأخيراً هو بذل الجهد من أجل أن يقتنع الناس ببرنامجه الانتخابي، أو ما قدمه سلفا من أعمال تدفع الناس إلى الوقوف وراءه وتأييده.
كنت من المؤيدين للقرار الحكومي عدم استخدام الشعارات الدينية بأي حال من الأحوال ضمن الدعاية الانتخابية أو في غيرها، وبعد هذه الواقعة أتمنى أن يتحول هذا القرار إلى قانون ينفذ على الجميع، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو الدينية، احتراماً لمكانة العقيدة، وأن الشعار الأجدى هو أن نعمل لآخرتنا كأننا نموت غداً، وأن نعمل لدنيانا كأننا نحيا أبداً.