السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح // مساء .... الخير
علم النساء،،،
حينما بلغ أحمد سن الزواج إستأذن والده، غير أن الوالد اشترط على أحمد قبوله
الزواج أن يتعلم علم النساء ،،،
لم يكن أحمد سمع يوماً ما بهذا العلم، طلب من أبيه أن يخبره عن علم النساء ،،،
رفض الوالد إخباره لكنه نصحه أن يشد الرحال بحثاً عن هذا العلم ،،
طال غياب أحمد ،، ولم يجد الذي يبحث عنه عند أي شيخ من شيوخ العلم الذين سالهم ،،،
وذات يوم وهو جالس إلى ظل شجرة أمام بئر حيرانا، دنت منه عجوز جاءت لتسقي من البئر غنمها، واستفسرته عن حاله وقصته ،،،
فتنهد وقص عليها قصته ،،،
ضحكت العجوز وقالت له في صمت وهدوء : العلم الذي تبحث عنه يا ولدي عندي.
فوجئ أحمد بكلام العجوز وظن أنها ربما تسخر منه، لكن نظرة العجوز لم تكن توحي بذلك ،،
فقال لها بلهفة وشوق : فاخبريني أماه عنه...
عندها قامت العجوز برمي نفسها على حافة البئر، وصرخت مستنجدة بأبنائها تطلب منهم أن ينقذوها ،،
لم يفهم أحمد شيئا من حركة العجوز،، وأصيب بالذعر والخوف الشديد وهو يرى أبناء العجوز العشر قد جاؤوا مسرعين يحملون الفؤوس والخناجر والعصي ،،،
فاقترب من العجوز والخوف يتملكه : أماه ماذا فعلت بك، سيقتلني أبناؤك ،،
هنا قامت العجوز من حافة البئر وطلبت من الفتى أحمد أن يسكب عليها دلوا من الماء،،
لم يفهم أحمد شيئا من طلب العجوز الغريب، لكنه فعل كما طلبت منه ،،
ولما وصل أبناء العجوز العشرة ورأو أمهم مبللة بالماء ، سالوها عن الخبر ،،
فقالت لهم بهدوء : الحمد لله يا أولادي، سقطت في البئر وقام هذا الشاب الطيب النبيل بإنقاذي وإخراجي منه ،،
فرح أبناء العجوز بما فعله أحمد حسب ظنهم، فضيفوه وأكرموه أيما إكرام ،،
لكن أحمد ظل حائراً دهشا من حكاية العجوز ، فانتظر حتى الفجر حينما هم بتوديعها سالها في إلحاح عن حكاية البئر وماذا تعني ،،
فردت عليه بهدوء وثقة : ألم تسالني عن علم النساء ،،
فرد أحمد بسرعة : نعم ، نعم ولا زلت
فأجابت العجوز في إبتسامة عريضة : هذا هو علم النساء ياولدي
،، بقدر ماتستطيع المرأة أن تجلب لك الموت تستطيع أن تبعده عنك ،،