شجرة الليمون
ثمَّةَ شجرة ليمون في بيتنا, أجلس تحتها في فُسحة الدَّار.
كم أحبُّ هذه الشَّجرة, لأنَّها تذكّرني بجدِّي الذي زرعها ورعاها .. كانت تحملُ الكثيرَ من ثِمار اللَّيمون اللَّذيذة, فنوزِّع من خيرها إلى الأهل والجيران, وكان جدِّي يُحبُّ أن يصنع منها عصيرَ اللَّيمون المحلَّى بالسُّكر, وخاصَّةً لأنَّ لديه بعضُ الحساسيَّة للرشح .. وبعد رحيلِ جدِّي صِرْتُ أعتني بالشَّجرة, وأمنع إخوتي الصِّغار من العبثِ بأغصانِها أو قطف ثِمارِها قبلَ الآوانِ, ولم أنسى يوماً نصيحة جدِّي الّذي كان يقول : اِجمعي يا بنيَّتي بعضَ اللَّيمون وضعيهِ في التُّرابِ تحتَ أُمِّه, فيحفظها من التَّلفِ, وتفيدنا في الشِّتاءِ ..
وكانت أمِّي تضحكُ, وتقولُ : وابنتي أمُّ الشَّجرة ..
كم أحبُّ شجرة اللَّيمون في دارنا, لأنَّها تحنو علينا مثل جدِّي !!