ذكريات من وحي الذّاكرة
,,,,,
ذات يوم شعرتُ بحنين ٍإلى ذكرياتي الجميلة
لم تكنْ تدور تلك الذّكريات في فلكِ شخصٍ يتيم في حياتي
ولا بموقفٍ مُؤثّرٍ لم يتكرّرْ ...
واستعرضتُ كلّ مشهدٍ رومانسي جميل في ذاكرتي
كعصفورٍ غريّدٍ يُدندنُ مُسترسلاً في الأفقِ
وكلّ موقفٍ يستحقُّ أن يُسجّلَ في مُدوّناتِ الحبّ
وكلّ همسةٍ سرقتْ سمعي
وكلّ نظرةٍ ثقبتْ مخيلتي
كما إبرة كنت قبل هُنيهةٍ
مخيطة فيها ذاكرتي
ولكنْ .. !!
كيف علقَ طرف الخيط في خاتم البنصر
وترسرسبَ معه طويلاً متفتّقًا
لستُ أدري .. !!
وانسابتْ معهُ الذّكرياتِ الجميلة
كسلسبيلِ حبّاتٍ من الطّل ترقّرقتْ حين أذِنَ لها
واستغربتُ تلك السّعادة المجرّدة من عذاباتٍ وشجن
فقلتُ في نفسي قد تغيّرتِ .. تغيّرتِ
هي لم تعدْ تؤلمني ..
وربما قد مُسحت منها مشاهد في الذّاكرة
وتلك هي نعمة النّسيان
وبتّ على يقين ..
أنّه من دواعي الحياة
أن نستغيبَ الواقع حينًا من الأحيان
لنحي الذّكريات ...
ذلك ليس إلاّ .. لِنشحذ الوجدان بِعذوبة الأمل
فذكرياتنا الجميلة لن تعود
ولا ضير من أن نجمّل الواقع في أن نسجّلها
وكأنّنا نُنقّب عن تفاصيلها في حياتنا
فينتعش الوجدان من شحنات الهوى
لنستذكر رهافة الإحساس
الّذي تلاشى على صخرة الواقع
واستقرّ بنا في أعالي الجبالِ
إذ لم نعد نقدر على تسلّقها
فحُروف الذّكريات جميلة
وليستْ الحياة ..
إلاّ أن تحملنا على أجنحةِ الذّكريات
وتحمل ذكرانا على أجنحةِ الواقع
اُ ذْ كـُ رُ وْ نـِ ـي
,,,