مدرستي الجديدة
ما كنت أرغب يوماً أو أتصوَّر أن أبتعد عن رفاقي في المدرسة، وأساتذتي الَّذين أدين لهم بأبجديَّة الحروف التي تعلَّمتها في المرحلة الابتدائيَّة، ولكن تلك كانت ظروف عمل والدي التي اضطرَّتنا للسَّفر والإقامة في بلدٍ شقيق، بالطَّبع .. لم أشعر هُناك بالغربةِ وخاصَّةً في مدرستي الجديدة التي لقيتُ فيها الكثير من التِّرحاب والاهتمام، ولكنْ ثمَّة حنين كان يشدُّني إلى مدرستي الأولى، وبالأخص مدرِّس اللُّغة العربيَّة الَّذي كان يتعامل مع التَّلاميذ كما لو أنَّهم إخوته الصِّغار .. وقد عزَّ عليَّ أن أفقد حضور دُروسه الممتعة والمفيدة، لا سيَّما وأنَّه شاعرٌ رقيقٌ كنسمةِ الصَّباح، ذكيٌّ ومتحمِّسٌ .. يبذل كلَّ ما بوسعه لإيصال المعلومة وتبسيطها، ويزرع الأمل في نفوسنا.
يحزُّ في نفسي ابتعادي عن أشخاصٍ أحببتهم واعتدت على لقائهم، ولا يسعني الآن سوى الدُّعاء لهم بالخير والسَّعادة.