عيد المرأة العالمي
تحتفل البشرية جمعاء في اليوم الثامن من شهر آذار بعيد المرأة للتذكير بمكانتها الهامة في الأسرة والمجتمع، وللاعتراف بدورها في نمو وتطور المجتمعات على قدم المساواة مع الرجل، ولتسليط الضوء على واقعها، وبيان ما تعرضت وتتعرض له من ظلم وتمييز وإقصاء وتهميش عبر حرمانها من أبسط حقوقها الإنسانية وفق ما نصت عليها العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. ومما لا شك فيه، أن قضية المرأة هي قضية عالمية لا تخص المرأة أو الرجل أو مجتمعاً معيناً بذاته، بل هي قضية تخص البشرية جمعاء، ورغم التقدم الذي حصل في هذه القضية، إلا أننا لا زلنا نعيش في عالم تتعرض فيه ملايين النساء والفتيات للعنف، كأحد أشد أشكال عدم المساواة تطرفاً، كما لا تزال ملايين الفتيات فيه خارج المدارس، حيث يتم استخدامهن في أعمال مهينة واستغلالية، ويقتلن بدم بارد انتقاماً للشرف، ويتعرضن للاعتداء الجنسي في حالات الصراع المسلح، وما زال قسم كبير من الفتيات يعانين من قضية الزواج المبكر وقسم كبير من النساء يعانين من قوانين تمييزية مختلفة، ناهيك عن الظلم الاجتماعي، وغالباً ما تقابل هذه الحالات بالإهمال والإنكار، مما يؤدي إلى أثر سلبي بالغ على الأسرة والمجتمع، كما أن انتشار الأمية بين ملايين النساء في العالم يشكل عقبة حقيقية أمام تمكين المرأة من أداء دورها في المجتمع بشكل مساوٍ تماماً للرجل، ولا شك أن المجتمع الدولي مُطالب أولاً .. بإلغاء كافة القوانين التمييزية ضد المرأة، والعمل على إزالة الاضطهاد المجتمعي عنها، بغية تحقيق المساواة بين الجنسين، وهو مطالب أيضاً بدعم تعليم النساء كوسيلة أساسية وفعالة وناجعة في التصدي للتمييز والعنف ضد المرأة .. فالمرأة المتعلمة تعي حقوقها بشكل أفضل وترفض عموماً الزواج المبكر، وهي على الأغلب تنجب أطفالاً أقل، وتملك القدرة على تربيتهم بشكل أفضل، وهي بعملها تساهم في الحد من ظاهرة الفقر، وتساهم في تحسين وضع الأسرة الإقتصادي، حيث تصبح أكثر قدرة على ممارسة حق العمل، كما أن الرجال والأولاد هم أيضاً مطالبون بالمشاركة الفعالة من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين عبر الإنضمام إلى حملات مكافحة التمييز ضد الفتيات والنساء، والتي تقتضي مشاركة جميع أفراد المجتمع.
لقد آن الأوان لكي تقبل كافة البلدان والمجتمعات والثقافات المختلفة في العالم برمته بأن مصلحة الجميع الحقيقية تكمن في معاملة المرأة على قدم المساواة الفعلية مع الرجل، فالمنطق البسيط يدلل بشكل واضح لا لُبس فيه بأن المجتمع الذي يهمش نصف عدد سكانه لا يمكن أن يحقق نتائج إيجابية من وراء ذلك، ولن يتمكن من اللحاق بركب الحضارة الإنسانية المعاصرة أبداً.
عيد سعيد لكلِّ نساء العالم
منقول بتصرف