قصـة فتاة أبكت العالــم
هذه قصة فتاة جميلة أوتيت من الجمال ما يبهر القلوب، تبلغ من العمر تسعة عشرة سنة، تنتسب إلى أسرة أصيلة في النسب والحسب، جمع الله لها من رغد العيش ما يجعلها في قمة الرفاهية والسعادة؛ إلا أنها اُبتليت بحب فتى لا يملك من حطام الدنيا إلا اليسير القليل الذي لا يكفي حتى لسد الرمق ... أحبته حباً أنساها كل شيء إلا التفكير في حبيبها الذي لا يفارق مخيلتها ليلاً او نهاراً، فهي لا تحس بطعم الحياة إلا برؤيته أو بمهاتفته... ولا تكف عن التفكير فيه.... لا تعرف متى أحبته ولكنها تعلم علم اليقين بل حق اليقيتن أنها تحبه حباً لا نظير له في تاريخ العاشقين ....
ولكن يبقى المشكل : كيف ستخبر أهلها أنها تحبه .. ذلك الحب الجنوني ؟..
وهي تعرف مسبقا أنهم لن يوافقوا على مثل ذلك الحب الذي لا يناسب مقامهم الراقي، فأبوها يتمنى أن يزوجها لابن أخيه ليجمع إرث العائلة، وأمها تتمنى أن تزوجها لولد الجيران الطبيب ابن عمدة المدينة... فقررت المسكينة أن تزور أحد العلماء الذي تتوسم فيه الخير عسى أن يفتيها في أمرها، أو يجد لها حلاً لمشكلتها العويصة المعقدة ... وما هي إلا ساعة واحدة حتى وجدت نفسها بين يدي ذلك العالم ( الشيخ نجيب الله )، وحكت له قصتها من من البداية الى النهاية .... لم يتمالك الشيخ نفسه فذرف دموعاً غزيرة، وهو يردد رحماك ربي الرحيم رحماك بهؤلاء الشباب المساكين .... ثم وعدها أن يقنع أباها بقبوله الزواج من ذلك الفتى الفقير الذي تحبه كثيراً بكل ما أوتي من حكمة عسى أن يرحم قلبها الصغير المعذب .... ولكن محاولة الشيخ باءت بالفشل ورده أبوها خائبا ... فرجع يكفكف دموعه وهو يتوقع أمراً عظيماً ... ويردد في نفسه : اللهم سلم سلم ...
وبعد أيام انتشر نبأ الفتاة المسكينة العاشقة أنها قد انتحرت بشربها مبيد سام.
وعلم فيما بعد أن حبيبها لازم قبرها يبلله بدموعه حتى توفاه الله بعد ثلاثة أشهر.