أقـول لـ الَّذين يتبجَّحون ويُطالبون بحرية ( مسلوبة ) منهم سلفاً ...
بأنه : لا يمكن أن تعطى الحرية لشعب؛ بلاده تحتلها أمريكا اِفتراضياً؛ فتُسقط شرعية رئيس الدولة، وتتدخل بشؤونها الداخلية بشكل مباشر، وأمَّا سفيرها فيتحرك بحرية تامة، وكأنه أهم من رئيس الدولة، أو أنه لا يعتبره أصلاً؛ فيشدُّ أزر الثوار في حماة، حيث يستقبلونه بالورود؛ بينما يُشهرون السلاح ويسلطون سواطيرهم على إخوة لهم في الدين والوطن .. أستغرب فعلاً !!.. ألا تجدون أن ثورة الحرية هذه ليست إلاَّ مشروع استعماري، وانقلاب مسلح في ظل تحالف غربي صهيوني عرعوري حريري إنشطاري !؟
وهل دبَّت النخوة في نفوس البعض الآن، وعلى مبدأ ( الغاية تُبرر الوسيلة )، وآثروا الانضمام إلى صفوف ثورة افتراضية يقودها ثلَّـة من المجرمين والقتلة والمهربين ممن تُحرضهم أمريكا وتغذيهم بالسلاح والعتاد وأجهزة الاتصال والبث الفضائي ؟ .. ألا تخجلون من المطالبة بحرية كهذه ؟؟، أو البحث عن حرية في إثر هؤلاء المرتزقة الذين أردوا التغيير لمجرَّد أنهم ساقطون من ذواتهم ولا قيمة لهم أصلاً في المجتمع !؟.. هل هؤلاء هم روَّاد ثورتكم وحريتكم ؟؟ وهل هؤلاء يمثلون فئات المعارضة السورية ؟؟ .. أم أنها معارضة مؤتمر تركيا ومن يقف وراءهم من دول التحالف الاستعماري بشكل فاضح ؟؟ ... فـوالله لو أن الحرية ستأتيني على طبق من ذهب من عباءة هؤلاء، فلن أقبل بها خجلاً من الأوراق التي ستؤرِّخ لمثل هكذا حرية مُنافقة يقودها أذناب الاستعمار.
الحرية لا تؤخذ خطفاً من مواعين مُمتلئة بالأطعمة الفاسدة، الملوثة بالخيانة والدم، فالحرية تبدأ بالانتماء الحقيقي، وتحصين الكرامة، والتشاركية البناءة على أرض ذات سيادة واستقلال.
و ( الحرية تبني الأوطان ولا تشرعن احتلالاً لوطن يتربص به الأعداء والطامعين )
فكفى نفاقاً أقولها : لمن أردوا أن يمتهنوا لعبة الحرية ويدَّعون أنهم طُلاب حرية مشروعة وقادة ثورات موتورة تقضُّ مضاجع الأبرياء وتُتاجر بدماء حُماة الوطن.