سوى حسنها لم تألف الروح جوهرا ولا العين هامت لا ولا القلب أبصرا
ولا المهد في سِفر الخلايا تلهبت جناحاه في كنه لفكر تأثــــــــــــــــرا
ولا مركب الأقداح في يمِّ همسه طوى موجه السريّ ما كان أظهـــــرا
سوى حزنها لم تجر ِ في النبض أنهر ولم يرتعش كفٌّ ولا الثغر ثرثرا
ولا اللحظ في الشريان أسقى تأملي ولا الصوتُ في رمل التفاصيل أبحرا
هيام على رمش الصبابات منهك وتبرٌ على خدِّ الخفايا تخمــــــــــــــرا
وهودجُ ميقاتٍ على عرش أسطر أفاليذه نبع على السطر قد جــــــــرى
ومحرابُ عمر في الفراشات جذره ومدواة تأريخ صداها تجــــــــــــــذرا
وشريانُ خمر من قوارير أنفس إلى عشِّها يشتاقُ صدرٌ تأثــــــــــــــــرا
قصورٌ من التسنيم في المزن فعلها وميم المرايا لم ترَ كلَّ من يــــــرى
فيا عاشقَ الأقلام قــلِّم خطوطها وألبسها ثوباً أبيضاً ثمَّ أخضـــــــــــرا
وعطـــرها بالقسطاط واستلهم المدى لتنطقَ من روح وتسكن في الثرى
أديمٌ على أكتافه ياسمينة منَ اللؤلؤ الفكريِّ أوحى وعبَّـــــــــــــــــرا
فإن تنظروا فلتنظروا من عيونه فإحساسُه الكونيُّ أشدى وأسحرا
رواقٌ من الصفو الخليليِّ في دمي تأنى فغني في شعوري وأسكرا
فلا تقرأوا من مفرداتي خمارها فما تحته ما كان للنبض أبهرا
فيا دهشتي هل يبصر النور صوتك وهل يقرأ الباكون سرَّاً وجوهرا
وهل يمتع الأعماقَ وجهٌ تشعشعت تقاسيمه في كلِّ حبر تفجَّرا
وهل تنطقُ المرآة ما صوَّرَ المدى وهل يظهرُ المحجوبُ ما كان أنكرا
أراكِ خيالاً ساطعاً كلَّما همى له في في دمي طيفُ رضابي تقطَّرا
سوارٌ لدمعي منْ مجرَّاتِ خاطري وخلخالُ صمتٍ كلَّما اهتزَّ أشَّرا
وبحرٌ على خدِّ المحيَّا حريره فيا ليتني قد كنتُ عيناً ومجهرا
شهابٌ من الأناتِ في جرح أحرفي ورهبة إيماء يواسيه منبرا
لواعجُ فوقَ الثَّغر يغلي رضابُها ومرمرُ حلم ٍفوقَ خدِّي تقطــَّرا
فهلْ أقحوانُ الكفِّ إلا دفاترٌ على مرجها نجمٌ قوافيه من ثرى
فيا رفة للعشق أوحتْ بروحها فغطـَّتْ حدودَ الكون فيها تحــرُّرا
ويا قاطفَ القيثار من غصن موجةٍ تداوتْ برمل في خيالي تكسَّرا
ملامحُ مشكاةٍ ومشكاة لمحةٍ وتمرٌ على تاج المروءات أفطـــرا
نخيلٌ له معنى شموخ وعزةٍ وليلُ بماء الله في الآه أمطــــــــرا
وفي كلِّ أصقاع القوافي سطوعه وفي كلِّ أوتار المسرَّاتِ أزهرا
وفي كلِّ حين كل حال رأيته وما القلبُ إلا مجهرُ شاء مجهرا
فإنْ كانتِ الرؤيا بعيد سفينها مدائن تتلى في حروفي ولا تــُرى
فإن كانَ حيثي ليس في حيثِ أرضها فهل رعشة في القلب تكفي لأشعرا
هدوءٌ على بوابة الموتِ منصتٌ وفي كنهه زهدٌ لكفيه قد شرى
وما الموتُ إلا حالة خالَ أهلها بأنَّ المنايا قاتلٌ يهلك الورى
حَمامٌ دنا نحو الثرى صارَ لبُّه حِــماماً وليس الأمرُ سيفاً وخنجرا
فما الشمسُ إلا جذوة حين أنزلت وما آدم في الأرض إلا منَ الورى
وما الموتُ إلا هبطة في أكفها رياحينُ آفاق لجسم تحجَّرا
تلاويحُ في مكنونها ما تكنــُّه طيوفُ المنى في منهل صار مرمرا
فيا ساقي الأعماق من شهدِ كرمه تنهَّدْ وأودعْ في القوارير سكرا
فما القلبُ إلا عالمٌ يستفزه لهيبٌ تغنى في السواقي تفجَّــــــــــرا
وللموتِ صوتٌ في سماوات صورةٍ تغنجُ وحياً في غرام تفكــَّرا
أعيشُ لموتٍ أم أموتُ بعيشةٍ تترجمُ فقراً في كيان تكدَّرا
سألتُ وما قلبي سوى فيض عالم ٍتليد توالى في العبادات كبَّرا
أيهمسُ ما بين القوافي مهندٌ على صوته حدُّ النوايا تطهَّرا
جعلتُ دمي ماءً ودمعي فراشة فيا ليت صوتي في سواقيك أبحرا