الكهوف في كردستان العراق
so heun- عـضـو نشــيط
- عدد المساهمات : 86
نقـاط : 202
تاريخ التسجيل : 20/08/2011
العمر : 33
مكان الإقامة : hawler,kurdistan,iraq
العمل أو الدراسة : طالبة
الهوايات : صحفية,موسيقية,فنانة
الكهوف هي عبارة عن فجوة ذات فتحة في الصخر يزيد قطرها على 5 ـ 15 ملم.الكهوف احدى المكونات الطبيعية التي تكون في ظل ظروف جيولوجية معينة ،وتسمى بالمتاحف الجيولوجية المخباة في باطن الارض، ويتواجد الكهوف غالبا في التراكيب الجيولوجية السطحية( الجبال) وتحت السطحية( السهول والصحاري)المكونة من صخور الكلسية مثل صخور(حجر الكلس،الجبس،الدولومايت وغيرها)،وهي كنوز طبيعية وجزء من التراث الطبيعي والبيئي يتطلب ضرورة حمايتها . يطلق على العلم المختص بدراسة الكهوف سبيليوجي (Speleology) وهو علم يعتمد على الجيولوجيا والهيدرولوجيا (علم المياه) وعلم الأحياء والآثار .
عرفت الكهوف منذ القدم على انها الملاجىء والملاذات الاولى للانسان الاول الذي كان يسكنها لتقيه تقلبات الطقس وتغيرات الطبيعة واخطار الضواري والزواحف والحشرات ،كما استخدمت الانسان الكهوف لتخزين المواد واخرى استخدمت كملاجىء حرب.كما كان الكهوف الموجودة في المناطق الصحراوية مثل السعودية ملاذا آمنا للمسافرين من حر الشمس ومن برودة الجو ومن عواصف الرياح( كثبان رملية) ، إضافة الى امكانية احتواء الكهوف على الماء في المناطق الصحراوية.
تحتوي بعض الكهوف على بعض انواع الطحالب والسرخسيات والفطريات والبكتريا مع وجود مستعمرات للثدييات والاسماك والحشرات. دب الكهوف العظيم الذي كان طوله اكثر من ثلاثة امتار هو اكبر الثدييات التي سكنت تلك الكهوف والمغارات ،اما في العصر الراهن فلم يعد يسكن تلك الكهوف سوى الثدييات الصغيرة مثل الخفافيش ،حيوانات برمائية وبراغيث البحر التي تكيفت للعيش في بيئة مظلمة.
اشهر الكهوف العالمية:
ورود الكهف(قصة أهل الكهف) في الاية 11 من سورة الكهف في القرآن الكريم الذي لم يحدد مكانه حتى الان. تنتشر الكهوف في مختلف انحاء العالم ومن اشهرها المعروفة في (بريطانيا، أيطاليا،فرسا، سويسرا، يوغسلافيا، ابغازيا ، سلطنة عمان ، ماليزيا، تركيا ، مصر، ايران ،كردستان وغيرها). أشهر الكهوف في بريطانيا موزعة على (المنديس) (وبيك ديستركت) و(يوركشاير الشمالية) أوفي جزيرة (جوار ) واشكال المغارات البديعة في مناطق (فنجالز) و(يوركشاير) اما اعمال الحفر والتنقيب في كهف (ركنت) الكبير في منطقة (توركوري) فقد زودت العلماء بحقائق قيمة عن انسان العصر الحجري وعن مخلوقات تلك العصور.توجد كهوف رايهة في ايطاليا وفيها بقايا انسان ماقبل التأريخ وحيواناته ومن اشهر كهوف ايطاليا واكبرها في العالم هما هو كهف (هوجرتو) الذي تم اكتشاف 4 كم من ممراته ودهاليزه وكهوف (كستلانا) وهي اكثر الكهوف الايطالية اثارة للاهتمام لوجود كميات كبيرة من (الستالكتيتات) و(الستالجميتات) ذات الجمال الرائع والالوان الزاهية التي تتسيد فيها الالوان الابيض والاسود والاحمر, فضلاً عن كهوف (كانيلوف) التي تحظى بشهرة واسعة بسبب تلونها وببقايا انسان ماقبل التأريخ وحيواناته.كا يوجد كهوف رائعة ومثيرة ومدهشة في فرنسا بسبب ماعلى جدارتها من نقوش يرجع تأريخها الى 20000 الف سنة خلت مثل كهف (تراوافرير) و(الاخوان الثلاثة) بالقرب من سانت جيرون رسم انسان ماقبل التأريخ على جدرانها الكثير من صور الحيوانات التي كان يصطادها كالثيران والنمور والدببة وكذلك هو الحال في كهف مونتسيان في البرانس, وهناك كهف مماثلة في الولايات المتحدة وسويسرا ويوغسلافيا وابغازيا، جيورجيا ، سلطة عمان مصر ، السعودية، تركيا ايران،ماليزيا وغيرها من دو العالم ،وكهوف رائعة في كردستان مثل كهف شاندر ، هزارميرد،هوديان،وديان،بستون،بيخال،جوارستين، كه لاتي في عقرة، مسلتا،كيله شين، طوبزارة، جنديان وكهوف جبال رانية ،كهوف جبال( كارة متين، لينك، بيخير.وغيرها في كردستان ).
يعتبر كهف مجلس الجن في سلطنةعمان من أكبرالكهوف في منطقة الشرق الاوسط وثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم،وهو عبارة عن بحيرة جافة، يفي مساحته لـ 12 طائرة بوينج 747 أو ما يصل إلى 1600 حافلة سياحية، كما يمكن أن يحوي بداخله أكثر من خمسة فنادق كبيرة . تبلغ مساحة أرضية الكهف 58 ألف متر مربع وسعته 4 ملايين متر مكعب أما طول الكهف فيصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 متراً وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة القبة 120 متراً . اكتشف الكهف "مجلس الجنفي عام 1983 أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، قدر الجيولوجيون عمر الكهف بخمسين مليون سنة ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية. تظهر الاعمدة المرجانية المتدلية منه الى الارضية ويرجح الخبراء ان تكون ناجمة عن الترسبات الكلسية والكيميائية الاخرى التي حصلت خلال بعض العصور الجيولوجية الباردة . كما يرجح خبراء آخرون أن تكون تلك الاعمدة المرجانية نتاج تجمع قطرات المياة الراسخة من السقف في احد العصور الفائقة البرودة .
يوجد الكهوف في سواحل البحار الذي تتكون بفعل تأثير الامواج والتيارات البحرية والمد والجزر وما يحمله الماء من فتات الصخور مما يؤدي الى تآكل الاجزاء الرخوة من التراكيب الصخرية الساحلية،ويكون تأيرها شديدآ عندما تكون محملة بالفتات وعندما تؤثر على الصخور الغير المتجانسبة التي تعمل على تآكل الاجزاء الرخوة وتظل الاجزاء الصلبة بارزة مكونة تعرجات ومغارات ساحلية ،كما تكون المغارات على امتداد بعض مجاري الانهار أثناء مواسيم الفيضانات النهرية وخاصة في الانهار التي تجري في المناطق الجبلية المكونة من الصخور الكلسية، مثل الشبكة النهرية في كردستان . يوجد الكهوف الحجرية الاصطناعية وهي عبارة عن محاريب حفرت على جدران أو الاجرف الحجرية،ويسمى أكبرها بالمعبد كما هو في الصين.
المفوم الجيولوجي في تكوين الكهوف:
تتكون الكهوف نتيجة ذوبان الصخور بواسطة المياه الجوفية التي تتجمع بعد سقوط الامطار مكونة اودية وانهارا تعتبر النظير تحت الارض لما نراه على سطحها من شبكات الاودية والمجاري المائية وتبدأ عملية تكوين الكهوف بواسطة اذابة صخور الحجر الجيري بمياه الامطار التي تكون على هيئة محلول حمضي مخفف ذاب فيه ثاني اوكسيد الكربون من الجو او من التربة حيث يتغلغل هذا الماء في شقوق الصخور فيذيبها مكونا فجوات فيما بين مفاصل الصخور وتلي عملية الذوبان هذه عملية اخرى ولكنها عكسية حيث ينخفض مستوى سطح المياه الجوفية ليصبح الكهف فارغا مملوءا بالهواء وفي الجانب الآخر يتابع الماء سريانه داخل تشققات الصخر ليصل الى سقف الكهف الداخلي على هيئة نقط او قطرات مائية لتبدأ بذلك عملية الترسيب او المعروفة بعملية التزيين الطبيعية للكهوف بترسيب مختلف الاشكال الكهفية كالصواعد والهوابط والستائر الكهفية والصخور المنسابة على حيطان الكهف.
والهوابط التي تزين سقف الكهف هي القطرات المائية البطيئة الحركة التي تتعرض لهواء الكهف الغني بثاني اوكسيد الكربون حيث يتم تركيز مادة الكالسيات (كربونات الكالسيوم) حيث تتركز هذه المادة الجيرية على هيئة حلقة تحيط بجواف قطرات الماء ويزداد حجمها تدريجيا وهي تنمو مدلاة من سقف الكهف.
اما الصواعد فتتكون عندما تسقط قطرات الماء المتدلية من السقف الى ارضية الكهف وتتبعثر على مساحة اكبر نسبيا وبمرور الوقت يزداد تراكم الرواسب الجيرية الامر الذي يؤدي في النهاية الى تكوين تركيبات تصاعدية تعرف بالصواعد ويحدث احيانا ان تتقابل هذه الصواعد(ستلكمايت) والهوابط (ستلكتايت) في نقطة واحدة ليكونا معا ما يعرف بالاعمدة نتيجة خروج المحلول على شكل قطرات متتالية من سقوف الكهوف أو وقوعها بأرضية هذه الكهوف مكونة أعمدة ذات ألوان جميلة واشكال حلقية وانسيابية تعرف بأسم الحجر المنقوط ..تتكون الستائر الكهوفية والصخور المنسابة بسبب ترسب المادة الجيرية على اسطح الجدران او بين السقوف والجدران.
المفهوم الجيولوجي لموقع كردستان العراق:
كردستان فعالة تماماً من الناحية الجيولوجية. وارض كردستان تفرشح على المنطقة الممحصورة بين الصفائح التكتونية الأوراسية و الأفريقية العربية ، تهبط الصفيحة العربية تحت الصفائح الصغيرة الأيرانية والأناضولية بمقدار عدة أنجات قليلة سنوياً، و نتيجة لذلك، فأن جبال زاكروس و كردستان – نقطة هذا الأصطدام – تنضغط و تندفع الى الأعلى بمقدار عدة أنجات سنوياً. ادى هذا الأصطدام القاري الذي بدأ منذ نحو 15 مليون سنة،الى ارتفاع منطقة كردستان الى الأعلى من على قاع بحر التيسس وتكوين المظاهرالبدائية من تضاريس سطح الارض المتنوعة مودية الى تكوين الانهارالبدائية في كردستان . المنطقة الجيولوجية للتلال الكردية تشكل أساساً أمتدادا لنفس التشكيل الأرضي والذي يقع أبعد الى الجنوب تحت الخليج الفارسي – البقية الباقية من بحر تيثس القديم المعروفة بثروته الهيدروكربونية(حقول النفط ). جعلت جيولوجيتها الفعالة من كردستان أرضاً معقدة التضاريس معروفة بالكهوف ، أرض معرضة للزلازل ونتيجة واحدة لهذه الحقيقة هي أن عددا قليلا جدا من الآثار الأثرية الباقية بقيت منتصبة فوق الأرض. و تؤشر كل الحكايات والخرافات الشعبية عن الكهوف وعن المدن والقرى التي أبتلعتها الأرض الى هذه الفعالية الجيولوجية على مدى العصور.
نبذة عن تكوين الكهوف في كردستان العراق:
يوجد معظم الكهوف في كردستان في المنطقة الجبلية،إضافة الى أحتمال تواجد الكهوف تحت سطح الارض في الهضاب والمناطق السهلية.تتكون الكهوف في كردستان غالبآ في المناطق ذات البقات الصخرية الكلسية. كهوف كردستان او متاحفها الجيولوجية المخبأة في باطن الارض، تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة استغرق تكوينها وتزيينها ملايين السنيين.
أدت الحركات التكنونية وحركة الكتل القارية خلال مرحلة الأوروجني خلال مرحلة بناء السلاسل الجبلية قبل ما يقارب من 10 ملايين سنة الي تكوين سلاسل جبال زاكروس ، طوروس وتراجع الأحواض المائية الكبيرة التي كانت قائمة آنذاك والتي غطت معظم منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا حيث ظهرت حينها سلسلة من السلاسل الجبلية المقوسة والمبنية علي شكل جزر في وسط ذلك الحوض المائي وانفصل الحوض الكبير مجزءاً الي أحواض أصغر وارتبط بعضها مع البعض الآخر بواسطة قنوات، مثلما كانت الحال بين البحر الأبيض المتوسط الذي كان مرتبطاً بالخليج عن طريق قناة (ممر) تمتد تقريباً علي امتداد حوض سهل ميزوباتام .
رسمت الحركات التكتونية آنذاك تضاريس أرضية متنوعة من ( مرتفعات ومنفضات) ومن ثم الي تكوين شبكة الأنهار البدائية التي تطورت مع التطور الجيولوجي للمنطقة وعبر التغيرات التي طرأت علي المنطقة بفعل الانفجارات البركانية والنشاط التكتوني والزلزالي الأمر الذي ادى الي تغييرات مناخية (عصر جليدي شديد) خلال مرحلة الكوارتري ، بلغت مساحة المنطقة الجليدية آنذاك حوالي 70 مليون كم2 وصل سمك الجليد الي 3000 متر في المناطق القطبية والي ما يقارب من 800 ـ 1000 متر فوق سلاسل جبال القوقاز والى مابين 5- 35مترا من الثلوج فوق سلاسل جبال زاكروس( كردستان جزء منها) وأدي ذلك الي انخفاض مستوي مياه البحار والمحيطات بحوالي 130 متراً عن المستوي الحالي، لذلك تراجع مستوي سواحل الأحواض المائية بشدة وتحول الكثير من الأحواض الضحلة الي منطقة يابسة، كما حدث في الخليج الذي تحول الي منطقة جافة. وكان مصب الأنهار الحالية في الخليج بالقرب من مضيف هرمز لأن الحدود الشمالية للخليج قد وصلت الى هناك.ادت ذوبان تلك الكميات الهائلة من الثلوج خلال الفترات الجليدية والفترات مابين الجليدية الى الى فضانات الانهار والى تنشيط عمليات التعرية والتآكل لسطح الارض بشكل عام وعلى امتداد مجاري الشبكات النهرية بشكل خاص مؤدية الى تكوين وديان عميقة في المناطق الجبلية والوديان في كردستان مثال على ذلك ،وتكونت أغلب الكهوف في كردستان خلال تلك تلك الفترة.
كيف تكونت الكهوف في كردستان؟
أدى ارتفاع تضاريس المناطق اليابسة بفعل الحركات التكنونية العمودية الى تكوين الانهار البدائيةالتي تعمقت آثار جريانها نتيجة اشتدد عمليات التعرية والتجوية والتفتيتللصخور التي تقع في مجرى السبكة النهرية . أدت تطورت تلك الشبكة الى تعريةوتأكل ونقل آلاف الملايين من الأطنان من الترسبات النهرية من المناطق الجبلية على امتداد مجاري الشبكة النهرية في كردستان مؤدية الى تكوين الوديان العميقية في المنطقة الجبلية وان أثار ومصاطب الانهار صفحة من صفحات تاريخ تاريخ تطور الجيولوجي للسبكة النهرية فيكردستان. ادت هذا التحول الكبير الى تدمير وتعرية الآجزاء الكبيرة من القنوات المائية الجوفية التي كانت تكونت بفعلل تأثير المياه الجوفية في الصخور الكلسية، وبقيت بعض اجزاء( بقايا تلك القنوات الجوفية)التي تعرف بالكهوف حاليا والموجودة أغلبها على امتداد مجاري الانهار القديمة والحديثة . يمكن مشاهدة كهفين او أحينا مجموعة من الكهوف محصورة في موقع ما على جانبي نهر ما في كردستان ،وهذا يدل على ان تلك الكهوف هي من بقايا القنوات المائية الجوفية القديمة التي تعرضت للتعرية والتآكل خلال تاريخ التطور الجيولوجي للنهر، مثل الكهوف الموجودة في ( كلي قسروك) التي تقع على جانبي نهر الكومل . يمكن تحديد العمر الزمني من تاريخ تلك الكهوف التي تتربط بالطبقات الصخرية التي ترسبت خلال العصر الطباشيري ،أي قبل حوالي أكثر من 70 مليون سنة، وتكونت السلاسل الجبلية في كردستان قبل حوالي 10 ملايين سنة وبعهدها تكونت الانهارالبدائية ومنها نهرالكومل ، وهذا يعني ان عمر القنوات المائية الجوفية اكثر من 10ملايين سنة والتي بقيت بعضها بعض الاجزاء منها وعرفت بالكهوف التي تحولت البعض منها مثل( كهف شاندر ) الى الملاجىء والملاذات الاولى للانسان الاول( انسان النيناندرتال) في كردستان الذي كان يسكنها لتقيه تقلبات الطقس وتغيرات الطبيعة واخطار الضواري والزواحف والحشرات .
يوجد المئات في الكهوف المعروفة في كردستان ومن ابرزها( كهف شاندر،كهف هزار ميرد، كهف الماء في جبل لينك /قضاء العمادية ، كهف توكى في كلي قسروك /كلي خنس، اضافة الى عشرات الكهوف في جبال( متين، كار، لينك بيخير بيرس، عقرة، شرين، بيرمام ، قنديل ، سنجار،مقلوب، قره داغ، وغيرها من الجبال في كردستان).
نزوح السكان من الكهوف الي الوديان والسهول
تشير الآثار القديمة للبشرية الي ان السكان القدماء في المنطقة عاشوا في كهوف سلاسل جبال زاكروس التي كانت مغطاة بالجليد، ومع تراجع الجليد وذوبانها: زحف سكان الكهوف الى الوديان وعلي ضفاف الأنهار بحثاً عن مصادر العيش وبدأ الاستقرار البدائي في قري بدائية علي سفوح سلاسل جبار زاكروس وقرية جرمو تعد واحدة من أقدم القري البدائية في المنطقة. أدت التغييرات المناخية (ارتفاع درجة الحرارة وتراجع الجليد) قبل حوالي 10 الاف سنة الذي يشكل نقطة البدء في تاريخ تطور البشرية في المنطقة الى انتشار السكان القدماء الذين عاشوا في سلاسل زاكروس نحو الجنوب والجنوب الشرقي والسكن علي ضفاف الأنهار والبحيرات التي كانت موجودة وما زال العديد منها باقية الآن، وما الآثار الموجودة علي ضفاف بحيرة أورجة/ كردستان ايران وبحيرة زريبار علي الحدود العراقية الايرانية، وعلي ضفاف نهري دجلة والفرات وروافدهما الا تأكيد علي ذلك.
عودة الى ماضي كردستان على ضوء المفهوم الجيولوجي والبيئي:
خلال 100 الف عام الماضية، شهدت كردستان خلال 100 ألف عام الماضية عدة دورات من نوبات الجفاف والرطوبة و التي تسببت في حياة نباتية خصبة في المنطقة و تغييرات شديدة الأثر في الطبيعة وغزارة النباتات والحيوانات المحلية. كانت أصقاع شاسعة من ا المرتفعات العالية في كردستان قاحلة نتيجة للبرد المتواصل وتجمد القمم العالية على نحو أكثر شدة بكثير. كما حظيت المناطق المنخفضة بترسيب أقل بسبب تحول في المناطق المناخية واشتداد فيضانات الانهار في كردستان . تحولت بعض الكهوف في كردستان الى الملاجىء والملاذات الاولى للانسان الاول(انسان النيناندرتال) الذي كان يسكنها لتقيه تقلبات الطقس وتغيرات الطبيعة واخطار الضواري والزواحف والحشرات ،ويوجد اثار انسان النياندرتال في كهوف كردستان( كهف شاندر) يعود تاريخه الى أكثر من ستون ألف سنة. .ظهرت ملامح الاستقرار البدائي للأنسان (تربية الحيونات وزراعة المحاصيل البدائية) في كردستان منذ حوالي أثني عشر (12000) عام،وكان لايزال هناك قدرا كبيراَ من الثلج الجليدي كما كان هناك نظام ترسيب ليس مختلفا عما يوجد الآن رغم ان نمطه الفصلي كان مختلفا تماماً. قد تم اخراج عظام اجنحة طيور كبيرة الحجم من تحت الأرض في الطبقة العلوية( لكهوف شاندر )ويعود تأريخها الى حوالي ما قبل 10800 عام ،وهي اجنحة من نوع الطيور النسور التي انقرضت تقريبآ في كردستان.
السمة الأكثر بروزاً للنظام البيئي في تلك الفترة كانت الأراضي في كردستان المكسوة بالأعشاب والنباتات ومن قطعان كبيرة من الغنم و الماعز و الخنزير البري و الثدييات آكلة اللحوم و الطيوروغيرها من الحيونا البرية. تراجع الثلوج بشكل واضح في كردستان قبل حوالي8000عام،
وعودة الغيوم الدافئة الحاملة للأمطار بكل قوتها، مهيجاً أياها التحول في التيارات الهوائية النفاثة في أعالي الجو بأتجاه الشمال. و تقدم نظام الرياح الموسمية هذا الى الهضبة و الى شرق كردستان قبل حوالي 6000 عام، محدثاً بحيرات شاسعة داخل البلاد. و عجّل ذلك كثيرا من تراجع الجليد و أنتشار النباتات حتي الى منحدرات كردستان عن طريق أضافة هطول أمطار صيفية كافية الى الشتاء غزير المياه و ترسيب مياه الينابيع على هذه الجبال.
تشير الكتابات الباقية من الوثائق التاريخية المسمارية لحضارات ميزوبوتاميا والتي تبدأ بملحمة كلكامش ذات 4000 عام من العمر، كلها تمجد زاكروس كونها ارض غابات الأرز ،وبقيت غابات الارز في كردستان الى الألفية الاولى قبل الميلاد. تدهور النظام البيئي في العالم اجمع ومنها في كردستان، ولاسيما خلال مائة سنة الاخيرة حدثت تغيرات بيئية كبيرة نتيجة استمرارالحروب في المنطقة، وساهمت تحركات الآليات العسكرية الثقيلة وعمليات القصف والحرائق المتعمدة في غضون العمليات العسكرية في تدهور النظام البيئي(النباتي والحيواني في كردستان) وبقيت مجاميع منها من أشجار البلوط و البلوط الصغير و الكستناء والعرعر و الصنوبر والأرز وأشجار الثمار البرية، في كردستان اليوم لتنقل الينا لمحة عن الغابات القديمة وتعد أشجار البلوط و البلوط الصغير الآن من أكثر الأشجار شيوعا في غابات زاكروس الباقية ،كما بقيت الكثير من الحيونات البرية في كردستان مثل( الدببة السوداء و البنية و الذئاب والضباع والخنازير البرية و لثعالب والقنادس و بنات آوى والقطط النمرية و الفهود و الطيور المهاجرة و الساكنة كالعقبان والحباري و القبرة و طائر الزرقان و طائر السماني و القبج و الزواحف من أمثال السلاحف الصغيرة و الكبيرة و السحالي و الأفاعي وغيرها من الحيونات). لقد كانت الكهوف والاحراش والغابات ملجأ للحيونات المفترسة وتتخذه مأوى لها في النهار ولا زالت تسكن البعض منها في كهوف كردستان.
آفاق مستقبل الكهوف في كردستان العراق:
تشهد كردستان العراق تطورا مهما في المجال السياحي والترفيهي وحتى الاقتصادي من خلال الاهتمام بالكهوف المعروفة والبحث عن الكهوف الغير المعروفة الموجودة على سطح الارض والبحث عن الكهوف المدفونة تحت سطح الارض عن طريق استخدام التطبيقات المختلفة للطرق الرادارية مثل التطبيقات الجيولوجية والبيئية والنهدسية وفي مجال ألآثار.ن بعد اختيار المواقع المحتملة من احتوائها على الكهوف ويتم هذا الاختيار بناءآ على اختلاف المتكونات الجيولوجية، حيث يتميز بعضها بوجود تكهفات(كهوف) على شكل قنوات كبيرة غير منتظمة مفتوحة تمتد تحت سطح الارض، او على شكل كهوف كارستية قريبة من السطح، استخدام الطرق الرادارية ناجحة في البحث عن الهكوف تحت السطحية في الصخور الرسوبية ،ولذا ستكون الطريقة الرادارية ناجحة في تطبيقها في كردستان للبحث عن الكهوف تحت السطحية.
نحتاج حاليآ الى فريق متخصص من اجل التحرري عن الكهوف والمغارات الموجودة في جبل كردستان ويتم ذلك من خلال إعداد فريق أستكشاف الكهوف في كردستان للقيام بالمهامم الموكلة وفق الاسلوب العلمي الحديث في البحث عن الكهو ف.
أعتقد ان دراسة الكثير من الكهوف وما تحمله تلك المواقع من مميزات سيؤدي التي تحويل الكثير منها الى مواقع للمحميات الطبيعية، وهي حدائق مفتوحة تنشئها الدولة للحفاظ على البيئة وحماية الانواع من الانقراض ويتم ذلك عن طريق توفيرالحماية والأمن للكائنات النباتية والحيوانية المهددة بالأنقراض، واتاحة الفرصة للدراسة واجراء البحوث حولها، والمحافظة على تراكيب البيئات الاثرية وما بها من تكوينات جيولوجية وحفرية( كهوف) لتبقى شاهد على هذا العصر.
دراسة تاريخ الكهوف منذ نشؤئه والتغيرات التي طرات عليه وما تحتويه من المواد مثل( بقايا بقايا عظام الحيونات ، او آثار الانسان القديم فيه) أو بالقرب منه سيساعد علىأكتشاف اسرار الحياة الماضي.
وخلاصة القول ، تحتضن كردستان عبر تاريخه جملة من الحضارات الإنسانية والتي تشكل ثروة قومية مثل بقايا الحضارات القديمة لأقدم مواقع إنسان النياندرتال في كهوف كردستان، مثل كهف شاندر في جبل برادوست.موقع جه مو من اقدم القرى البدائية في كردستان والمنطقة ، إضافة تواجد حوالي 3125 موقعا أثريا في كردستان .تواجد المواقع السياحية الدينية مثل موقع( كه الى موقع لآ لش الدينية في قضاء الشيخان،وكهوف قرية كابار التي تقغ غرب ناحية باعدرى/ قضاء الشيخان) . كردستان غنية بموروث ثقافي وشعبي عريق. الطبيعة الطوبوغرتفية لكردستان (تضاريس سطح الأرض ما بين (الجبال والسهول والوديان والبحيرات وشواطئ الانهار والغابات) الغنية بالحيوانات البرية( مثل منطقة بارزان) التي تشكل محمية طبيعية بحد ذاته تعطي لكردستان سمة السياحة الطبيعية والبيئية. تواجد العشرات من ينابيع المياه المعدنية والكبريتية الحارة مما يجعلها منطقة جذب سياحي مهم للسياحة العلاجية .
يتوفر كل هذه المعالم الحضارية فرص السياحة التاريخية والعلمية للمهتمين بالسياحة في المجالات اعلاه في كردستان ،وستتمكن حكومة كردستان من توفيرآلآف الوظائف لشعبنا ،أضافة الى تحويل السياحة بمختلف انواعه الى اكبر رافد من روافد الاقتصاد الوطني الكردستاني.
لا يوجد حالياً أي تعليق