~ (( تدمر عاصمة ممالك الشرق )) ~
تعتبر سوريا مهد الحضارات الإنسانية وعروس الشرق، فهي قديمة قدم الأرض وعريقة منذ فجر التاريخ. وتنتشر الأوابد الأثرية في معظم أنحاء القطر السوري كمدينة بصرى وقلعة حلب وإيبلا وغيرها.
وسأتحدّث في هذه العُجالة عن مملكة تدمر ( عاصمة ممالك الشرق )
والتي تعدّ من أقدم المدن التاريخية في العالم.
وتشتهر تدمر بآثارها العمرانية العريقة اعتباراً من الشارع المستقيم الذي تُحيط به الأعمدة وقوس النصر والمسرح والمدرج والساحة العامة، وإلى قصورها الرائعة ومعابدها الشهيرة وأهمها معبد ( بعل ) والمدافن الملكية وقلعة ابن معن وتماثيل كثيرة وآثار تنطق بعظمة هذه المدينة ومجدها.
وكانت تدمر أيضاً معبراً تجارياً هاماً بين آسيا وأوربا، حيث تقع بين نهر
الفرات والبحر الأبيض المتوسط.
وقد ازدهرت هذه المملكة بأبنيتها الملكية والعامة ذات الطابع الإغريقي الروماني، والتي تتميز بالفخامة، مما يدل على أنها كانت من أغنى المدن وأكثرها ثراءاً وعظمة.
كما اعتنى التدمريون بالزراعة والرّي، فواحة تدمر الغنّاء كانت تمتلئ بالمزروعات الكثيرة وأهمها النخيل، كما نظّموا الأقنية وأساليب الرّي وحفروا الآبار.
ومن الجدير بالذكر أخيراً بأن أوابدنا الأثرية العظيمة تجلب عدداً كبيراً من السّياح الذين يقدمون للاستمتاع والتعرف على حضارتنا العريقة، مما يساهم في تنشيط الحركة الإقتصادية في بلادنا، وهذا ما حرصت عليه وزارة السياحة السورية في سعيها لتجهيز تلك الأماكن بكلّ المستلزمات الخدمية اللازمة لاستقبال السّائحين من كلّ حدبٍ وصوبٍ.