مـا هـو الـرهـان الأمـریـكــي الـجـدیـد لإســـقـاط الـدولـة الـسـوريـة ؟
الحرب الطويلة التي وعد بها الرئيس الأميركي لتحجيم " داعش "، يبدو أن طولها يتصل بالمدة الزمنية التي يحتاجها تحالف واشنطن لإنشاء جيش جديد يحل محل " داعش "، بحسب جنرالات أميركيين يبحثون ولا يجدون معارضة معتدلة، يمكن لها أن تملأ الفراغ.
أطراف التحالف التي تتناحر فيما بينها بشأن تدريب وتسليح الجيش الجديد المفترض، لا تجد بين يديها غير " داعش " المتقاطع مع تركيا، أو النصرة المدعومة من دول الخليج، كما قال السفير الأميركي السابق " رايان كروكر " الذي كتب تقريره إثر زيارة منطقة درعا من الأردن.
لكن التناقض الحاد بين طرفي تحالف واشنطن التركي والخليجي، لا يتيح للبيت الأبيض الموافقة على منطقة ( نفوذ تركي ) في الأراضي السورية، ولا يتيح له التعويل على ( المعارضات ) المرتبطة بدول الخليج.
هروباً من هذا المأزق، تراهن الإدارة الاميركية على استراتيجية الوقت، على أمل خروج معارضات صديقة من أحضان الجماعات الحالية إذا تحجم " داعش "، وتفككت جماعات " النصرة " بدعم وتمويل دول تحالف واشنطن، كما تستنتج مجلة " فورين بوليسي ".
بيد أن البيت الأبيض الذي يأخذ على ما يبدو، بمقترحات " معهد بروكينغز "، لإنشاء جيش سوري جديد، يتخلى عن توصيات لجان أميركية عديدة، أوصت بضرورة المحافظة على الدولة السورية وجيشها، خشية الانزلاق إلى فوضى أمنية عارمة، إثر التدخل العسكري في ليبيا.
أوباما يراهن على تحجيم " داعش " من الجو، وعلى إنشاء جيش افتراضي جديد بتدريب طيارين لإسقاط الدولة، لكنه يحرص على ألا ينزل إلى الأرض، أملاً بألا يسلم خلفه كتلة لهب كالتي تسلمها من السلف.
وأقـول لـحـلـف الأغـبيــاء أحـلامـكـم كلّـهــا ســتتبـخّـر فـي الـهــواء
جـريـدة الـشـعـب