هـدايا أردوغـان للشـعـب المصري .. أول الغـيـث مذبحـة
بـقـلــم نـارام ســرجـون
انتشر فيديو على صفحات التواصل الإجتماعي في مصر حيث بثه الجهاديون المصريون ويصور عملية اقتحام موقع عسكري مصري وقتل جنوده في مجزرة .. وقد وصلني من قارئ مصري متابع .. وهذا الفيدو يبدو أنه أول الغيث السلجوقي الغاضب الذي وصل مصر بعد أن هطل على السوريين والعراقيين باسم الثورات .. الذئب التركي الذي شرب من دم السوريين والعراقيين باسم ( مظلومية أهل السنّة ) يأبى إلا أن يتذوق الدم المصري باسم ( مظلومية الإخوان المسلمين ) .. وهذا الفيديو هو أولى هدايا حزب العدالة والتنمية السلجوقي إلى الشعب المصري لأن هذا الشعب لا يريد حكم وكلاء السلاجقة وحكم الخلفاء ..
الهدية الدموية موقعة باسم جماعة " بيت المقدس " الإرهابية .. أي النسخة المصرية من " جبهة النصرة " السورية التي كانت تسمي نفسها في السابق بـ " الجيش السوري الحر " .. وهي النسخة المعدلة عن داعش في سورية والعراق ..
هذا المشهد الذي يراه الناس في مصر رأيناه بحذافيره في سورية والعراق .. ولو كتمنا الصوت في الفيديو لاستحال على المشاهد التمييز بين الضحايا في مصر وسورية والعراق .. ولاستحال عليهم معرفة الفرق بين جهاديي سورية وجهاديي بيت المقدس المصرية .. نفس الطريقة، ونفس السيارات، ونفس الخطاب، ونفس العنف والدموية، ونفس البث الإعلامي ونفس الكاميرا وتقنيات التصوير .. مشاهد من فيلم واحد من العراق إلى سورية ثم إلى مصر من إخراج تركيا .. والسبب بسيط وهو أن المنتج نفسه والعقل الشيطاني نفسه وهو جهاز مخابرات تركيا وحزب العدالة والتنمية السلجوقي الذي يعمل بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي في دول الربيع العربي في نفس المدرسة الجهادية .. وكل هذه المنظمات الإسلامية ترضع من ثدي الوهابية ( حيث حكيم العرب وملك العرب أبو متعب ) .. وسلالاتها يحملها الهواء الثوري وأثير الإعلام لتفقس في تركيا التي تحولت إلى مستنقع لبيوض البعوض الإسلامي .. وإلى مغارة من مغارات الرعب ..
الهدايا التركية إلى مصر وسورية والعراق ملفوفة بالعلم التركي الأحمر الملون بالدم القاني .. لأنه لا يمكن أن يكون في علم تركيا لون آخر.. فهو تاريخ السلاطين الدموي الرهيب .. واللون الأحمر الذي يجتاح هذا العلم الكريه هو قطرات دم ملايين العرب منذ مرج " دابق " وحتى " السفربرلك " ووصولاً إلى كسب وعين العرب السورية .. وإلى سيناء ..
أنا في الحقيقة أستغرب كيف هي مشاعر الساسة المصريين والشعب المصري وهم يستقبلون سفراء أردوغان من المعارضة السورية ؟ وبعضهم يحملون جوازات سفر تركية ويدينون بالولاء المطلق لحزب العدالة والتنمية ولرجب طيب أردوغان الذي يحملون صوره ويعدّونه ولي نعمتهم وواليهم وسيدهم وسلطانهم وخليفتهم ويقبلون يديه في المخيمات كالقديس .. وهم لا يعصون له أمراً .. وهم لا يمكن إلا أن يحسوا بالتشفي من الجنود المصريين لأنهم مارسوا نفس التشفي الحاقد على الجنود السوريين .. وحرضوا عليهم وكبروا لذبحهم .. لأنهم جنود الأسد .. وشبيحة النظام السوري .. مثلما يقتل الآن الجنود المصريون لأنهم جنود السيسي وشبيحة النظام المصري ..نفس العقل المريض الذي أصابته لوثة التتريك ..
ما هي مشاعر النخب المصرية والإعلاميين والصحفيين المصريين الذين لا يزالون يكتبون ويرددون بالضبط ما يقوله أردوغان عن النظام السوري والثورة السورية المقدسة التي يقتلها الشبيحة وكتائب الأسد .. لكن هؤلاء الكتاب والإعلاميين يحتارون في كيفية وصف الوحشية التي تضرب جنودهم في سيناء .. ألا يحتاج هذا التناقض إلى مراجعة حصيفة ؟ .. ألا يجب على الإعلاميين المصريين والمثقفين المصريين ورجال الإعلام والفن استئصال ما بقي من مفردات زرعها مشروع أردوغان عن سورية والنظام السوري في الإعلام المصري دون أن يحاول أحد اقتلاعها .. وها هو مشروع أردوغان اليوم يزرع نفس النصل في صدر الجيش المصري .. النصل الذي لا يزال يقطر دماً سورياً ساخناً اخترق الصدر المصري قبل أن يبرد الدم على النصل .. واختلطت الدماء التي امتزجت قبلاً عام 67 وعام 73 ..
القاتل واحد .. والسكين واحدة .. واليد الإسرائيلية ملفوفة بعلم أحمر سلجوقي .. وسأقول بأن كل المعارك التي سيخوضها المصريون ضد جنود أردوغان عبثية ما لم يقهر أردوغان على حدود سورية .. وليس في سيناء .. وذلك باستئصال مفردات أردوغان وثواره عن سورية من القاموس السياسي والإعلامي المصري ومن الخطاب الذي تتداوله النخب وتلقنه للعامة .. وبإعادة التنسيق بين الجيش الأول والجيشين الثاني والثالث ..عندها ستعود جراء السلاجقة إلى بيت أبيها .. أردوغان ..
ملاحظة هامة : أعتذر عن نشر الرابط الذي هو تصوير لعملية اقتحام موقع مصري من قبل جنود أردوغان ( بيت المقدس ) وارتكاب مذبحة .. لأن سياسة الصفحة هي عدم نشر مشاهد عنف مهما كانت المبررات وإلا تحولنا إلى صفحة تحريض غرائزي وتنسيقية من تنسقيات الثوار وداعش .. ومن جديد أعتذر بشدة عن عدم نشره في المقال رغم أنه كان سيزيد من وضوح الصورة والمقال .. ولكن يمكن إيجاده بسهولة لمن أراد .. وأرجو أن يتفهم القراء التزامي بعدم نشر مشاهد العنف الذي لن ينتهي إلا إلى ثقافة العنف .. صحيح أن الثوار أغرقوا العقل والعين بالدم والمذابح بحجة فضح الديكتاتورية أو ترهيب الخصوم .. ولكن نحن لسنا من هذا النوع الرخيص من البشر الذين يتحركون ويحركون الآخرين بالغرائز.
نـارام ســرجـون