افتـح أذنيـك جيـداً مسـتر أردوغـان
هي السياسة إذاً .. بباطنها وظاهرها .. بمكاسبها وخيباتها بنتائجها وانتكاساتها .. بأدواتها وأساليبها ... لكن : وبعد خروج رئيس الوزراء التركي عن الحدود المقبولة للعمل الدبلوماسي والسياسي العام وانتقاله وبعنجهية شديدة للتدخل وبكل وقاحة في أدق التفاصيل الداخلية السورية رافعاً راية العثمانيين الجدد وطبعاً تحت عباءة الدين ... وما أدراك ما عباءة الدين .. ؟؟!! بعد هذا الخروج أصبح من الضروري جداً القـول لـه :
" افتح أذنيك جيداً مستر أردوغان "
أولاً - نحن السوريون وبكل مذاهبنا ودياناتنا وطوائفنا ضد كل نقطة دم تسقط من أي سوري .. صغيراً كان أم كبيراً .. مدنياً كان أم عسكرياً .. لأننا كلنا سورية.
ثانياً - الجيش السوري هو جيشنا كلنا .. والشعب شعبنا وسورية هي بيتنا الكبير جميعاً ... والأسد النبيل والحكيم القائد رئيسنا .. سواءً أحببت ذلك أم لا.
ثالثاً - لماذا لا تقل مستر أردوغان من المسؤول عن حماية الحدود السورية التركية وفق الاتفاقيات المبرمة .. وبالتالي هذا يقودنا لسؤال أهم ... كيف أدخلت صواريخ الكوبرا .. ومضادات الدروع والأسلحة الأخرى لبلدنا سورية .. لتفعل فعلها تقتيلاً بأبناء الشعب الواحد ... أم وراء الأكمة ما وراءها يا مستر أردوغان ؟؟؟
رابعاً - أذكر تماماً جواب السيد الرئيس بشار الأسد عن سؤال أحد الصحفيين حول موقف سورية من دخول جيشكم التركي إلى الأراضي العربية العراقية وهو يطارد بعض عناصر حزب العمال الكردستاني ؟ فرغم أن سورية مشهود لها بمواقفها القومية العربية وعبر التاريخ طبعاً ... لكنه وتفهماً لسياسة حزب العدالة والتنمية ورغبةً في تعزيز العلاقات السورية التركية فقد أجاب الرئيس الأسد إن هذا العمل يهدف إلى حماية الأمن القومي التركي. كما أذكر أيضاً ما تسبب به هذا الموقف من انتقاد وهجوم شديدين لسورية وقيادتها لكونه جاء خارج سياق السياسة السورية التاريخي بمعنى تبنيها الدائم للخط العروبي القومي مسلكاً وغاية.
خامساً - رغم هول المذابح التي ارتكبها أجدادك بحق الشعب الأرمني المسالم لم توفر القيادة السورية جهداً لترميم هذه الهوة العميقة التي تلقي بظلالها على علاقة دولتكم بالشعب الأرمني ودولته " وعلى عكس الموقف الأميركي مستر اردوغان ".
سادساً - نحن نعلم جيداً مستر أردوغان ما سر الحكاية ... وخفاياها ... وغاياتها ... وأدواتها ... ولكن يؤسفني أن أقول لك زمن أجدادك بدمائه وظلامه وبؤسه وجهله ولّى وبغير رجعة ... فعن أي علم تتحدث أنه سيرفرف عالياً ومن جديد .. ؟؟!! أنصحك بإعادة القراءة وترتيب الأوراق ... فالمكان هو المكان ... لكن كل شيء قد تغير والناس في بلادي لا تزال نكهة المرار والجوع والقهر الذي تسبب به أجدادك الطغاة تحت أسنانهم .
وتذكر جيداً .. الحجارة القديمة لا تصلح لبناء جديد.
بقـلـــم كاظـم فـاضـل