السيدة أسماء الأسد تلتقي أهالي الشهداء
ومرسوم جمهوري يضمن حقوقهم
حملت بتول معها رسالة من أبناء صفها إلى السيدة أسماء الأسد عندما قامت بزيارتها قبل أسبوع، وعاتبتنا عندما سألناها عن مضمون الرسالة وقالت بأن الأمانة تحتم عليها ألا تفتحها فهي كانت وسيط فقط، بتول ابنة الشهيد عادل فندي التقت كغيرها من عائلات الشهداء السيدة أسماء، امتزج في صوتها الفرح مع الحزن عندما روت لنا تفاصيل الزيارة، بتول سألت عقيلة رئيس الجمهورية عن أسماء أولادها وماذا يحبون وكيف يعيشون أيامهم، وروت لها بالمقابل شوقها لوالدها وأحلامها هي وأخوتها وتحدثوا عن الوطن وافتخروا بشهادة والدهم في سبيله.
إذ استقبلت السيدة أسماء الأسد على مدار الأيام الماضية عائلات الشهداء الذين سقطوا مؤخراً في الأحداث التي تمر بها سورية، وأجمع من استطعنا الاتصال بهم على حميمية اللقاء وانسانيته فأدق التفاصيل الاجتماعية والحياتية كانت حاضرة إلى جانب اهتمام خاص بالأطفال الذين حصلوا على جلسة خاصة مع السيدة تعرفت خلالها على أمنياتهم وطموحاتهم المستقبلية ولبت الآني منها فوراً.
هم بثوا هواجسهم وأحزانهم وهي لبت قبل أن يطلبوا، حاولت كما حدثونا أن تعيد إليهم الأمان بغياب رب الأسرة وتحيي الفرحة في نفوس أطفالهم.
أخبرتنا السيدة مها عزيز زوجة الشهيد سامر منير الجلاد بأنها التقت السيدة أسماء الأسد يوم الاثنين الماضي واستمر لقاءها لساعة تقريباً وتضمن الحديث تأمين حياة أفضل لأبناء الشهداء، وأكدت السيدة مها بأن اللقاء كان مفعماً بالانسانية والتواضع نقلت خلاله السيدة أسماء تعازي السيد الرئيس لأهالي الشهداء معبرة عن حزنها وعدم قدرتها على تعويض غياب الأب ولكنها وعدت بتلبية أي مطلب يسهم في تخفيف وطأة الغياب، ومن جهتها طلبت السيدة مها أن تحصل على وظيفة حكومية تؤمن لها مردوداً يساعدها في تربية أطفالها وهي تحمل شهادة معهد صحي فكان الطلب مجاباً وتم الاتصال بها من الجهات المعنية وتم أخذ أوراقها الثبوتية في سبيل تأمين الفرصة المناسبة لها .
أما والدة بتول فألحقتها السيدة بدورة معلوماتية ستباشر بها الأسبوع المقبل في محافظتها حمص بالتعاون مع المحافظة لتضمن لها فرصة عمل أفضل، مؤكدة لها بأن حقوق أطفالها كأبناء شهداء هي من الأولويات تعبيراً عن عرفان الوطن بدم هؤلاء الأبطال.
والتقى أيضاً السيد علي العلي والد الشهيد أحمد العلي السيدة الأسد لمدة نصف ساعة تلقى فيها التعزية باسم السيد الرئيس واصفاً اللقاء بالعائلي والإنساني مشيراً إلى تلبية طلبه بالحصول على وظيفة قريباً تساعده على مصاريف أولاده وطلباتهم.
كما أوضحت السيدة فرات زوجة الشهيد وهيب عيسى بأن الحديث الذي استمر قرابة الساعة والنصف تطرق إلى الأوضاع بشكل عام وضرورة الوقوف صفاً واحداً في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها سورية كما نقلت لها مجموعة من الهموم الشخصية والعامة مثل تعيين المدرسات الجدد خارج محافظاتهم في مناطق ريفية جعلت ظروف عملهم صعبة وقاسية كأول تجربة عمل، الأمر الذي وعدت بدراسته السيدة أسماء الأسد بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما ركزت السيدة على الأطفال وهواياتهم وطموحاتهم فقدمت غيتاراً لإبنة الشهيد التي طالما أحبت العزف عليه وأجرت فحوصاً طبية شاملة لإبنه ذو 11 عاماً بعد أن لاحظت توعكه صحياً، قالت السيدة فرات : لقد أبكتني فرحاً وأشعرتني براحة وأمان مطلق بأن في هذا الوطن لا يضيع حق أحد أبداً.
وأكدت اللقاءات على لسان من اتصلنا بهم بأن هناك مرسوماً جمهورياً سيصدر قريبا يضمن حقوق عائلات الشهداء ويمنح أولادهم التسجيل بمدارس الشهداء العام المقبل إلى جانب تأمين مردود مادي يضمن لهم حياة كريمة على أرض هذا الوطن.