قصــــيدة البنفســــج
مذهــــلٌ هــذا البنفســـــجُ
... ريحــهُ حبـــرُ شرايينـــي
... يحلِّــــــقُ ســـــــرُّهُ
... أبحــــــــثُ عنـــــهُ
... أحسُّـــــــــــــــهُ
... يلمــــــسُ أعمـــــاقي
... يقــدِّمُ جــرة َ الدهشــــةِ
... قربانــــاً لأحـــــــداقي
تسيـــــلُ دمــوعُ جنتــــهِ
... على غســـق ِ احتــــراقي
جســدي سريــرٌ مِــن رمــادٍ
أينمـــا شئتـــمْ فألقـــــوا
... سطـــــرَه الزمنــــــيَّ
... ذوقـــــــــــــــوا
خمــــــــرَهُ القلبــــــيَّ
واستثنـــوا من الكأس ِ المسافـر ِ
مفــرداتِ البين ِ في حفل ِ افتـراقي
مرَّتْ وخيِّلَ كوكبُ الأنثى أمام القارئينَ
وزلزلــتْ حريتي كــفَّ المكــان ِ
تشقـقـتْ في ريفِــهِ تلكَ الحقـولُ
وزمجــرتْ بوابــة ُ الشهـــواتِ
وانفتحـت ْمعابــدُ للثـرى المائـيِّ
وانكســـرتْ غصــونُ دمـــي
وحينَ حملـتُ هذا الغصـنَ كانــت
ثمـــرة ُ اللـذةِ قـدْ ماتَــــتْ
... علـــــى أفنانِــــــــهِ
ذابـتْ شمـوعُ العالـمِ المجنــون ِ
... في حبـــــر ِ الســــواقي
حلــمٌ يغازلـُه سريـرٌ من دمـوع ٍ
بــررتْ بالنــار ِ منطقهـا وكانـتْ
في الحقيقــــةِ مركبـــــــاً
يحمـــلُ بركــانَ الخــــداع ِ
يلفُّــــهُ بنسائــم ِ الكلمـــاتِ
يغسلُــهُ بشريــان ِ الصـدى الآتي
منَ الظــلِّ المضمَّــخِ بانعتاقــي
في أيِّ نهــر ٍ من نبيـذ ِ العشـق ِ
يغــــرق ُ قــاربٌ لمـــــداهُ
... يعبـــــقُ صوتُـــــــهُ
... الــــروحــــــــــيُّ
والآفـــاقُ ترمـي منْ نوافـــذِها
إشـــــارات ِ العبـــــــورِ
ولا نــــرى إلاَّ خيــــــوطاً
... أو وميضـــــــــــــاً
يختفــي في الحـــال ِ لكــــنْ
... لا تخـَـــــــــــــفْ
... قــدْ بــــــاتَ تاجــــاً
ثمَّ مــدواةً من الصـوتِ المحلِّــقِ
ثـمَّ حرفـــــاً ناطـــــــقاً
في صفحـــــةِ التاريــــــخِ
أشرعــــةً مـــن الرمـــانِ
يأكلُـها هـواةُ المـذهبِ الجســديِّ
... واللــــــــــونــــيِّ
يشربُــها بنــاةُ الفهـرسِ الفنـيِّ
يحتــــــرقُ احتــــــراقي
مـــدِّي يديــكِ ومقلتيـــــك ِ
ورتبــي كـوخَ الـدمِ المجنـــونِ
... بالكلمـــــــــاتِ
... والنظـــــــــراتِ
واستلقي على عشــبِ اشتيـــاقي
مـــــــدِّي يديــــــــكِ
ففي شراييــــن الأصابـــــع ِ
ربما اجتمعـتْ طواحيــنُ الفــؤادِ
ومفــرداتُ الشاطـىء الزمنـــيِّ
وارتحلـــتْ عبـاراتُ الرمــــادِ
وثرثــرتْ تفاحةُ الخـوفِ الجميــلِ
علــى منابـــر أدمعــــــي
هتفـــتْ أقيمـــوا في دواوينـي
وقـومـوا في رياحيــنِ ارتقائــي
كالمـــدى الرملــيِّ يأكـــــلُ
تمــــــرةَ الإيقــــــــاعِ
يزرعُ بذرةَ الصـدفِ الخياليِّ الحزيـنِ
...... تقدَّمـــــــــــــوا
في موكبٍ من هاجسِ الكونِ المحيـطِ
ولفلفـــوا ثــوبَ الطبيعــــةِ
ثمَّ مـــــدوا حريـــــــرهُ
...... كتانَـــــــــــــهُ
في كـــــوخِ تفكيـــــــري
...... وبيــــتِ تأمــــــلي
هـــزوا نخيلَ المركــبِ الذهنـيِّ
في بحـــرِ الحقيقـــــــــةِ
ربما تجــــدون أوراقَ الخطيئــةِ
في شفـــاهِ المــاردِ الزبـــديِّ
تسقــطُ دونَ أنْ تــــــــدري
وترســمُ لوحةً لكيانها المنهـــارِ
قــــربَ عيوننــا البيضـــاءِ
...... تصـــــــــــــرخُ
ثـــمَّ تلقي فــوقَ عينيـــــها
حجـــابَ العفـــةِ الشفـــافَ
لا تخفى الثمـــارُ الميتــــــةُ
الملقــاةُ فـــوقَ غصونِــــها
هــذا البنفســــجُ قامـــــةٌ
لا وقــــتَ فيها للسقـــــوطِ
رسالــــةٌ مفتوحـــةٌ للقلــبِ
للإحســـاسِ قبـلَ العيــــــنِ
أبصـــرُ غيــــر أنِّي ربمـــا
أُلقى صريعــاً فوقَ ميدانِ البصيـرةِ
لســتُ أشقى حيــــنَ ألقـــى
في دمي ريحــاً لعاصمـةِ البقــاءِ
وثــورةً عـادتْ بإيقـاعٍ جديـــدٍ
لســتُ أخشى من عطـورِ الكــفِّ
حينَ تمدُّ كفيهـا إلى جسـدٍ يفتــشُ
عن ذهــولٍ يخلقُ الوهنَ الجميــلَ
لترسمــي قدَّاسـكِ في الغصـــنِ
غيبي في عبيـــرِ المــــــوتِ
وارتجلي مواقــدَ للتألـــــــقِ
فــوقَ شرفـةِ ذلكَ المدِّ المجلجــلِ
... في النفــــوسِ الخائفـــاتِ
..... تـــوهَّجــــــــي
........ في اللمــــــــــحِ
من قالَ بأنَّ اللمـحَ ليس لهُ مياديـنٌ!
.... لذاكـــرةِ التوهُّـــــــجِ
من يقـــولُ بأنَّـهُ ذاتُ التوهــجِ
... كلُّنــــــا نمتــــــــدُّ
حيـــنَّ تمدُنا كـفُّ مضمَّـــخةٌ
.... بأفئــــدةِ الضيــــــاءِ
مثيــــرةٌ تــلكَ الحـواراتُ التي
.. تجتازُ صــوتَ الهيكلِ المشحـونِ
.... بالهلــــــعِ المقيِّــــدِ
ربمــا ما عادَ مألوفٌ بأنْ تمتـــدَّ
خــارجَ مــا يسمى: الحـــــدُّ
والتعريفُ ليسَ بواضـــحٍ للحــدِّ
هـلْ للحـــــدِّ حـــــــدٌّ ؟
.... لســــــــــــتُ أدري
لا حـــــــدودَ لحــــــدِّنا
بل لا وجـــودَ لأيِّ قيـــــــدٍ
نحنُ مخلوقونَ للإفراجِ عن كلِّ القيودِ
....... عـــــنِ المخبــــــأِ
في سبيـــــلٍ سلسبيلـــــيٍّ
يحــــررُ من كيــانِ الإثــــمِ
من مستعمــــراتِ الخــــوفِ
.... من هــــــولِ الخطيئـــةِ
كـــــلُّ شــيءٍ جائــــــزٌ
في عالـمِ البحثِ عن الحريَّةِ البيضاءِ
في دنيــــا يحاورها الذهـــولُ
..... بأدمـــع ِ الريحــــــانِ
في كـــــــفِّ البنفســـــجِ
والريـــاحُ صديقــةُ الأغصــانِ
...... أمٌّ للتحـــــــــــرُّكِ
والعطورُ بدونِ ريحٍ ربما كانت ستبقى
طاقـــــــةً مكتومــــــةً
الريـــــحُ فكَّــــتْ قيــدها
........ فتعلمـــــــــــوا
مــــــنْ عالـــم ِ الأزهـار ِ
مــــنْ دنيــــا البنفســـج ِ
..... والريحــــــــــــانِ
كيــــفَ تفــكُّ قيــــــداً !
دونَ أنْ تــؤذي مياديـنَ الحيــاةِ
لأنتَ حـرٌّ حينَ لا تبكي على ما فـاتَ
بــلْ تبني لما هو في الحقيقةِ قـادمٌ
يرســو على مينــاءِ أفكــــارٍ
تعيـــدُ إلى المخيِّلـةِ الحيــــاةَ
.... فمــــــنْ جديــــــدٍ
ترتقــــــي في البــــــوحِ
هذا جوهــــرُ البـــــــوحِ
..... فليــــسَ الحــــرفُ إلاَّ
إمتــــداداً للمــدى الروحـــِّي
فلنسكــنْ على هــذي الشمــوعِ
....... لكي نــــــــــذوبَ
أمـــــــامَ أعيننــــــــا
ولسنـــا نشعـــرُ بالحـــريقِ
وإنَّمــا بنوافـذِ الألـقِ الجميـــلِ
تـــذوبُ في أعمــاقِــــــنا
..... وهنــــا نـــــــذوبُ
.... هنــــــا نــــــذوبُ
هنــــاكَ في الشكـوى نعـــودُ
....... مســـافــــــريــنَ
ولمْ نـــزلْ في كوخنِــا متألقيـنَ
أمـام مــرأى العالــمِ المحمــومِ
..... فلنقفــــــــــــــلْ
.... لنفتــــــــــــــحَ
... مــــــن جديـــــــدٍ
عالـــمَ الحلـــمِ الملـــــيء
بمـا سيصبـحُ واقعاً حـراً جميــلاً
نصطفـي فيـــهِ الولــــــوجَ
إلى المــدى المأمــــــــولِ
نرســلُ باقـةً من جنَّـــةِ الآلام ِ
لؤلــؤةً تبــاركُ جانبـاً نخشــاهُ
وهـو بقـــاؤنا وبنــــــاؤنا
كــوخٌ تــوارَثهُ الجميــــــعُ
ولـــمْ يعـــشْ فيـــــــهِ
سـوى الملقى على جسـدِ التأمُّــلِ
إنَّـهُ حركاتُنـا أوقاتنـا ومضاتُنـــا
دمُنــــا المجيبُ عـنِ الســؤالِ
الموسمــــــــــــــيِّ :
.... لــــمَ نعيـــــــــشُ
.... لـــــــمَ نمــــــوتُ
...... لـــــــمَ خلقنـــــا
إنَّهــا في الواقــعِ العملـــــيِّ
أسئلـةٌ لمـنْ قدْ أنهكتهُ المفــرداتُ
ولـــمْ يصلْ إلاَّ لرسـمِ الحـــرفِ
والشكــوى ســؤالٌ واشتعـــالٌ
فلنمـتْ في دهشـةِ العيـنِ المليئـةِ
......... بالزمـــــــــــردِ
ولنمُـــتْ فـوقَ الســــــؤالِ
أمــامَ أجنحـــةِ البنفســـــجِ
في انتعــاشٍ مرفــقٍ بالعشـــقِ
يرســـو في معابــدهِ الخلــودْ.