روسيا أعلنت رفضها لقرار مجلس حقوق الإنسان ضد سورية
أعلنت روسيا رفضها لقرار مجلس حقوق الإنسان ضد سوريا قائلة
" إن تبني مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لمشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة ضد سورية، هو أمر غير مقبول ومثال على التسييس والمجابهة وانتهاك مبادئ الحوار والتعاون ".
وقالت الخارجية الروسية، في بيان صادر عنها، إنه " من غير المقبول استخدام آليات الأمم المتحدة، الهادفة لاحترام حقوق الإنسان في العالم، كوسيلة لتحقيق أهداف آنية، وللتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة ".
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يضم 47 دولة، عقد مؤخراً جلسة طارئة في جنيف بسويسرا، وتبنى قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية، يدين ما أسماه " استخدام العنف ضد المتظاهرين في سورية "، وإرسال بعثة تحقيق بصورة عاجلة، وذلك بعد أن حاز على تأييد 26 دولة، مقابل معارضة 9، وامتناع سبعة عن التصويت، في الجلسة التي غاب عنها ممثلو قطر والبحرين والأردن.
وأوضح البيان أن " التركيز على الأحداث في سورية، في ظل الوضع المتوتر في المنطقة كاملةً، يثبت سياسة الكيل بمكيالين وانحياز الداعين لاجتماع المجلس ومقاربتهم الانتقائية للأحداث ".
وفي السياق ذاته, أشارت الخارجية إلى أن " هناك دولٌ كثيرة ومنها روسيا، حذرت من التدخل الخارجي في سورية وتأثيره على الأمن والاستقرار ".
وكانت روسيا من ضمن الدول التي صوّتت ضد مشروع القرار الأمريكي، الهادف إلى " إدانة العنف في سورية " وإرسال لجنة تحقيق عاجلة إليها للتحقيق فيما أسماه " الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان وتحديد وقائع وظروف هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة ".
وكان الاجتماع عقد بطلب من عشر دول أوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، والسنغال، وزامبيا.
وكان سفير سورية لدى الأمم المتحدة في جنيف، الدكتور فيصل الحموي، أوضح في كلمة له أمام المجلس، أن الضغط غير المسبوق، الذي وصل إلى حد التهديد للدول الأعضاء لاعتماد مشروع القرار الأمريكي المطروح في الجلسة، يعد رسالة خاطئة مفادها أن هناك في المجلس من يدعم الفوضى والتخريب والتطرف والمجموعات التخريبية، التي تعتدي على الممتلكات وتروع السكان وتقتل أفرادا من الجيش والمواطنين الأبرياء.
وكان التلفزيون السوري بث على مدى الأيام القليلة الماضية اعترافات لأشخاص كانوا ضمن مجموعات مسلحة قامت بالتخريب والحرق، والاعتداء على المواطنين وقوى الأمن والجيش.
وتشهد المدن السورية عدة مظاهرات منذ نحو شهر ونصف، تتركز في أيام الجمعة، تنادي للحرية والإصلاح، فيما تزامن خروج بعض المظاهرات بحوادث إطلاق نار من قبل مجهولين راح ضحيتها عشرات القتلى من المواطنين وعناصر في الأمن والجيش.
وقتل في هذه الأحداث العشرات من المواطنين معظمهم في محافظة درعا والباقي من اللاذقية وحمص وبانياس وضاحية دوما في ريف دمشق، كما قتل العديد من عناصر الأمن والجيش.
واتهمت السلطات في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأسبوع قبل الماضي جماعات سلفية باستغلال التحركات الشعبية وحملتها مسؤولية الأحداث في سوريا.
وووصل عدد الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية، حتى يوم الخميس الماضي إلى 148 شخصا، 78 منهم من عناصر الأمن والشرطة والجيش، و70 مدنيا، بحسب وكالة " سانا " للأنباء، نافية أن يكونوا تجاوزوا الـ 450 شخصاً، بحسب ما أعلن الإعلام " المغرض "، على حد وصف الوكالة، من فضائيات أجنبية وناطقة بالعربية.
يذكر أن الرئيس بشار الأسد تلقّى، مؤخراً، اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي ديميتري مدفيديف، عبّر خلاله الأخير عن دعم بلاده لمسيرة الإصلاح التي تشهدها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، كما تم بحث تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، وخصوصاً الأحداث التي شهدتها سورية مؤخراً.
وشهدت العلاقات بين الجانبين السوري والروسي تطورات لافتة مؤخراً خاصة في المجال الإقتصادي والتجاري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى نهاية آب من العام الماضي نحو 1.3 مليار دولار، مع توقعات أن يتجاوز العام الجاري حاجز 2 مليار دولار، كما يشكل حجم التبادل التجاري بين روسيا وسورية حوالي 20 % من حجم تبادل روسيا التجاري مع كافة البلدان العربية.