ميلينا ميركوري المرأة الشعلة والفنانة والمناضلة العظيمة
وأول وزيرة ثقافة في اليونان
ميلينا ميركوري ساندت القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش حراً فوق أرضه، واعترفت حكومة الباسوك الإشتراكية والتي كانت وزيرة فيها بمنظمة التحرير الفلسطينية وفتحث لأول مرة في اليونان سفارة لفلسطين والتقت ميلينا الراحل ياسر عرفات أكثر من مرة وأظهرت له مساندتها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. لقد كانت ميلينا مناضلة بحق ناضلت بالفن وبالسياسة، وساندت المناضلين أياً كانوا وأياً كان المكان.
بعد وفاتها أقيمت مؤسسة تحمل اسمها " مؤسسة ميلينا ميركوري الثقافية " والتي يترأسها شقيقها " سبيروس " وتقوم المؤسسة بتنظيم جائزة " ميلينا ميركوري المسرحية " السنوية، كما تعمل على تكوين شبكات العواصم الثقافية والتي تمتد في أوروبا وأمريكا والدول العربية، وقد قدرت منظمة اليونسكو هذه الجهود، وقررت تسمية جائزة الحفاظ على التراث الحضاري باسمها حيث تمنح كل عامين لجهات تتميز بالحفاظ على الأماكن التراثية.
وتعمل المؤسسة الآن باتجاه توسيع شبكة العواصم الثقافية التي بدأت في العام 1985. ووصل عددها حتى الآن إلى 40 عاصمة يتم من خلالها دعم حوار الحضارات ونشر أفكار الحوار واحترام الخصوصيات الثقافية.
ونظم أصدقاء مكتبة الإسكندرية من المصريين واليونانيين عام 2007 معرضاً فنياً في الإسكندرية عن حياة " ميلينا ميركوري " بحضور وزيرة الخارجية اليونانية آنذاك التي قالت في كلمتها بمناسبة افتتاح المعرض " كانت ميلينا ميركوري امرأة حرة، فخورة بكبريائها، فنانة لامعة كما تظهر في أفلامها لكنها كانت في الوقت ذاته مناضلة سياسية أحبت اليونان حباً عميقاً، كانت لديها رؤية متميزة للحضارة دعمتها بصبر يستحق الإعجاب.
إن رؤية ميلينا ميركوري، وأفكارها وسحر شخصيتها لا تزال تجد لها أصداء عالمية تتردد سنوات عديدة بعد أن فارقتنا. لكن ميلينا، من خلال مثل هذه المعارض والتظاهرات المهمة التي يجري تنظيمها في مكتبة الاسكندرية، تواصل إشعاع نور اليونان على العالم أجمع ".
رحلت يوم 6 مارس عام 1994 في مستشفى " ميموريال " بـ " نيويورك " الأمريكية وعاد جثمانها إلى أثينا حيث أقيمت لها مراسيم دفن رسمية يوم " 10 مارس من العام نفسه " لم تقم بها الدولة منذ مائة عام. وجلبوا لها عربة خاصة تجرها الخيول ولف الجثمان بعلم اليونان، وسار الركب تتقدمه طوابير الشرف من العسكريين بينما سارت مئات الألوف من اليونانيين واليونانيات خلفه يغنون أغانيها المشهورة ويحملون صورها في موكب مهيب تقدمه كبار رجال الدولة والإعلاميين بينما قامت جميع القنوات التلفزيونية الخاصة والحكومية بنقل مباشر لموكب الجنازة
حتى مثواها الأخير.
كانت ميلينا مناضلة عظيمة أسرت الملايين في اليونان وسائر أنحاء العالم بشخصيتها وإنجازاتها الثقافية وارتبطت ارتباطاً وثيقاً باليونان وإشعاعها
الثقافي العالمي.